تحت عنوان "إسرائيل تعري الأسرى الفلسطينيين -السلطة تحذّر من التداعيات" نقلت الجزيرة نت خبر امتهان الأجهزة الأمنية اليهودية لكرامة الأسرى، وذكرت أنه تم إجبار الـ120 الذين نقلوا من سجن شطة إلى معتقل مجدو قبل أيام، بالإرهاب على خلع ملابسهم بالكامل بحجة التفتيش. ونقلت وقوع عدة إصابات بين صفوف الأسرى في سجن رامون، الذين اُستُفزوا بإجبارهم على تعريتهم فاحتجوا بالتكبير والتصدي، ومن ثم تعرضوا لإطلاق الرصاص المطاطي والغاز السام والاعتداء عليهم بالضرب المبرح بالعصي والأقدام.
واعتبرت السلطة الفلسطينية ذلك "التصعيد!" محاولة لإفشال المفاوضات، كما نقلت عن وزير شؤون الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع. فيما نقلت عن رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس قوله "إن إسرائيل تحاول إحراج السلطة والقيادة الفلسطينية" "عبر إظهارها بصورة غير القادرة على الدفاع عن شعبها وحقوق أسراها".
***
ينصاع المفاوضون لمسيرة المفاوضات ولا تتوقف إهانتهم من كيان يهود، فجرائم دولة الاحتلال اليهودي تستمر بل وتتعاظم، مما يؤكد أن تضليل أهل فلسطين بسلام مع اليهود هو خداع مستمر، وطريق لا يوصل إلا إلى مزيد من الإذلال والصغار.
وإن التخلص من هذا الاحتلال وجرائمه لا يتم إلا من خلال عملية اجتثاث كاملة، وذلك التحرير الكامل هو الكفيل بتحرير البلاد والعباد من نير هذا الاحتلال المجرم. وهذا ما يجب على التنظيمات الفلسطينية وعلى المخلصين في الأمة العمل له خدمة لقضية فلسطين، وجزئياتها الفرعية من مثل قضية الأسرى. وكل حديث أو عمل سياسي في غير هذا الاتجاه هو تضليل للأمة، ومتاجرة بمعاناة المسلمين.
ولهذا فكل تلك الأعمال الشكلية التي تقوم بها السلطة ومن يدور في فلكها ما هي إلا من قبيل الاستغلال لقضية الأسرى في سوق الأثمان السياسية التي تقدمها في مسيرة تنازلاتها، وهذا وزير شؤون الأسرى الفلسطيني، لا يقدّم شيئا في الموضوع إلا بما يخدم العلمية التفاوضية. فأي تصريح سياسي هذا الذي يتحدث به ؟ وكيف يمكن أن يخدم الأسرى ؟
وهنا لا بد من طرح سؤال مفصلي لكل الذين يتباكون على قضية الأسرى (بل ويتاجرون بها) ماذا فعلتم للأسرى غير الصراخ في الإعلام وفي المحافل الدولية الجائرة ؟ إن أعمالكم كلها لا تخرج عن دائرة رفع الحرج والعتب، ولذلك يؤكد فارس أن هذا الموضوع يحرج السلطة والقيادة الفلسطينية، بل ويعريها.
 إنه لمن المعلوم بداهة، أن تحرير الأسرى في المواجهة الميدانية مع العدو، لا يتم إلا بتلقين العدو درساً قاسياً وهزيمته هزيمة منكرة، أو من خلال تبادل الأسرى، وهو ما يتطلب وجود أسرى مختطفين من العدو لمبادلتهم، ولكن السلطة الفلسطينية أخرجت نفسها من هذه المعادلة تماما بل إن أعداد الأسرى تزداد يوما بعد يوم في ظل المفاوضات والتنسيق الأمني ومحاصرة كل عمل مقاوم ينال من كيان يهود، فكيف تتباكى عليهم إذاً؟!
 وإذا أصرت الأنظمة على عدم تحريك جيوشها فلن يحرر الأسرى بصورة نهائية ويخلصهم من براثن يهود سوى الخلافة التي ستقتلع كيان يهود وستستأصل شأفته وتنسيه وساوس الشياطين التي سولت له الاعتداء وأسر أبناء المسلمين.
إن وقفة الأسرى وتصديهم بالتكبير يؤكد شموخهم، ويبيّن أن قضيتهم أكبر من أن تعرض في سوق نخاسة المفاوضات، وإن إخلاصهم وصبرهم هو محل أجر من الله ولا يصح أن يتحوّل إلى أثمان سياسية تتاجر بها السلطة وبعض القيادات السياسية.
"إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ"
21-9-2010