نقلت الجزيرة نت خبر البيان الصادر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان الفلسطيني، والذي ذكر أن تل أبيب صعّدت من "إجراءاتها التعسفية داخل السجون الإسرائيلية خلال أيام العيد"، وطالب المجتمع الدولي التدخل لإلزام "دولة الاحتلال باحترام تعهداتها بموجب القانون الدولي". وعدّد البيان الانتهاكات "الإسرائيلية" التي ارتفعت وتيرها خلال أيام العيد، وقال إن سلطات السجون منعت الأسرى في بعض السجون من تأدية شعائر صلاة العيد بشكل جماعي، ومنعت التزاور بين الغرف والأقسام المختلفة للتهنئة بالعيد. وأضاف البيان أنه خلال أيام العيد "تعمدت إسرائيل عزل بعض الأسرى في زنازين انفرادية ومنعت إدخال الملابس".
***
إن جرائم دولة الاحتلال اليهودي لا تتوقف، وهي ما فتئت -منذ أنشئت- تُنزل بأهل فلسطين صنوف التنكيل والتقتيل والتهجير، وهي دولة مارقة لا تكترث بالقانون الدولي، وخصوصا أنها تجد العباءة الأمريكية جاهزة لتغطية عوراتها في المحافل الدولية. وهي تمارس وحشيتها غير آبهة بالرأي العام الدولي، كما فعلت في هجمتها الوحشية على أسطول الإغاثة، وكما فعلت في عدوانها على أهل غزة، بل هي دولة تعتقل الأطفال، بل تطلق الرصاص على صدورهم دون تردد. ولذلك فإن مطالبة المجتمع الدولي للتدخل هي صرخة في واد أو نفخة في رماد، لأنه مجتمع متواطئ مع دولة الاحتلال اليهودي.
"قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَر"
وإنه لمن المؤسف حقا أن تجد قيادات "فلسطينية" تقبل مصافحة قادة الاحتلال اليهودي وتبادل الابتسامات معهم في ظل هذا التنكيل المستمر، بل وتصدّق حراك يهود الكاذب نحو ما يسمونه السلام، في حين لا يفوّت اليهود أي فرصة للتنكيل بأهل فلسطين:
"كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ"
بل من المؤسف أكثر أن ترعى تلك القيادات سجونا لأهل فلسطين تمارس نفس التنكيل بالعباد أنفسهم، فتتبادل الأدوار لغاية واحدة وهي حفظ أمن الاحتلال نفسه، حتى صار أهل فلسطين يعانون بين مطرقة الاحتلال وسنديان مشروعه الأمني في السلطة الفلسطينية.
وكم منعت أجهزة السلطة الأمنية من عباد الله فرحة العيد وحشرتهم في زنازينها "الوطنية" وحرمتهم حريتهم وفرصة قضاء العيد بين أهلهم وأحبابهم رغم بطلان الاعتقالات قانونيا وسياسيا وقبل ذلك شرعيا ؟ ورغم قرار محكمة العدل العليا بالإفراج عنهم كما فعلت مع محمد الخطيب عضو حزب التحرير المعتقل السياسي حيث لا زال يقبع في سجونهم ضاربين بعرض الحائط قرار محكمة العدل العليا، فما الفرق بين المعتقلين هنا وهناك وبين التنكيل هنا وهناك ؟!!
15/9/2010