كشفت مصادر بوزارة البترول المصرية عن أزمة تهز الحكومة حاليا وتتعلق باتجاه الوزارة إلى إعادة شراء نحو 1.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سبق أن صدرته "لإسرائيل".
وذكرت المصادر أن مصر ستضطر لشراء نصف الحصة التي تعاقدت "إسرائيل" على شرائها من مصر بالأسعار العالمية والتي لن تقل عن 10.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية، في حين أن "إسرائيل" تستوردها بسعر يتراوح من 0.7 إلى 1.25 دولار (أي بأقل من تكلفة إنتاجها البالغة 2.8 دولار).
وذكرت جريدة "الشعب" المصرية أن ذلك يعني أن مصر ستدفع "لإسرائيل" نحو 14 مليار دولار، في حين تحصل "إسرائيل" على تلك الكمية من مصر بنحو 2 مليار دولار، أي أن مكسب "إسرائيل" في نصف الكمية يتعدى 12 مليار دولار.
وأوضحت المصادر أن وزارة البترول ستتقدم رسميًا خلال هذا الأسبوع بطلب الشراء للجانب "الإسرائيلي" للموافقة عليه، فيما تتوقع أن ترفض "إسرائيل" الطلب أو أن تبالغ في سعر البيع.
وللتعليق على هذا الخبر نذكر أموراً ثلاثة:
أولاً: إن هذه الفضيحة التي لم تشهدها أكثر الأنظمة فساداً في العالم تكشف عن حجم الخيانة التي يغرق فيها النظام المصري، وكيف أن هذا النظام هو سند ورديف للكيان اليهودي الغاصب.
ففي الوقت الذي يُحكم فيه النظام المصري حصار أهل غزة المسلمين المساكين والذين لا يجدون لقمة يقوون بها صلبهم أو شحنة كهرباء يشغلون بها مستشفياتهم أو وحدة غاز يطهون بها طعامهم، بل في الوقت الذي تفتقر فيه ضواحي القاهرة وفقرائها لهذا الغاز، يعقد النظام المصري صفقة مخزية ومذلة ومهينة لتصدير الغاز لكيان يهود بأبخس الأثمان ومن ثم يعيد شراءها بأعلى الإثمان!!! في سلوك يعجز القلم أو المرء عن وصفه، ولا تفي وصفه مفردات التآمر والخيانة والتفريط.
ثانياً: إن هذا السلوك يؤكد أن تلك الأنظمة الجاثمة على صدر الأمة –والنظام المصري عينة منها- هي أنظمة غريبة عن الأمة ولا تقيم لها ولمصالحها ورعايتها أي وزن، بل هي تسخر ثروات الأمة لصالح أعدائها، وأقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها تفتقر إلى القدرة على إدارة دفة الحكم وتتصرف فيه تصرف الصبيان والسفهاء، هذا علاوة على تبعيتها وارتهانها للقوى الغربية الاستعمارية. والحال كذلك فإن الواجب على الأمة أن تتحرك لقلع أنظمة الضرار والصبيان والسفهاء هذه وأن تستبدل بهم خليفة راشداً يحكم الناس بكتاب الله وسنة رسوله فيعم الخير وترتفع حالة الضنك التي تحياها الأمة فيحثو الخليفة المال حثواً ولا يعده عداً.
ثالثاً: إن النظام المصري قد ارتهن بالتبعية لأمريكا وبات أحد حجابها في المنطقة، لذا تراه يسخر كل إمكانيات مصر وثرواتها وطاقاتها لتحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة، ولقد بات ذلك أبلج، وأوضح من الشمس في رابعة النهار. والحال كذلك، فإلى متى يبقى أكثر من 70 مليون مسلم يسكتون عن هذا النظام ولا يتحركون لقلعه؟!
وهل يمكن أن يفسر تهافت الفصائل الفلسطينية المتناحرة على هذا النظام التابع لأمريكا باعتباره الحَكَم وإليه مرد الأمر في ملف المصالحة وغيرها إلا بخضوع تلك الفصائل للمتطلبات الغربية وقبولها لأن يكون وكيل تلك القوى –النظام المصري- حكماً في أمرها.
لقد كانت مصر عبر التاريخ بوابة للأرض المباركة، ومنها انطلقت جيوش المسلمين لتحرير بيت المقدس بقيادة المظفر صلاح الدين، فكانت مصر بجندها كنانة الله في أرضه، فهل يبقى أهل مصر ساكتين على هذا النظام التابع الذليل أم يعيدون سيرتهم الأولى ويطيحون بمن مرغ أنفهم في التراب وصالح عدوهم وتآمر عليهم، فيسيرون نحو بيت المقدس فيحررونه من رجس يهود ويعيدونه درة في جبين الأمة؟
24-8-2010م