في حديثه الأسبوعي تناول سلام فياض الحديث مطولاً عن مشاريع البنية التحتية، متابعة لما يعرف بوثيقته التي أسماها بوثيقة 'فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة'، واعتبر أن السلطة خطت خلال هذا العام خطوات أساسية وحيوية في مجال البناء والمأسسة، ورسخت أسس ومقومات الدولة في مجالات الحكم والإدارة، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، واعتبر أن الالتفاف الشعبي حول هذه الخطة آخذ بالتعاظم.
وللتعليق على هذا الخبر نتناوله من زوايا عدة:
أولاً: لقد بات فياض بمتابعته لمشاريع البنية التحتية فحسب من فتح شارع أو تشييد بناية على الحقيقة رئيساً لبلدية وبعيد كل البعد عن مسماه الوظيفي، ففياض –كما السلطة- يفتقر لأي إنجاز سياسي ليسوقه لأهل فلسطين، وها هي السلطة تزداد انبطاحاً يوماً بعد آخر، وتتهالك طاعة للسيد الأمريكي وتبحث عما يحفظ ماء وجهها بانصياعها للقرارات الأمريكية فلا تجد.
فتصرفات كيان يهود وجرائمهم وإصرارهم على الذهاب إلى المفاوضات المباشرة بدون اشتراطات مسبقة لم يبق في وجه السلطة ماء أو حياء.
ثانياً: ما يسميه فياض باستكمال الجاهزية لإقامة الدولة وإنهاء الاحتلال، عبر بناء المرافق والبنية التحتية من مياه وكهرباء ونفايات، لا يمكن أن يفهم إلا على أحد وجهين، إما أنه بسبب ضيق أفقه ما عاد يفرق بين بناء الدولة ومتطلباتها السياسية والفكرية والسيادية وطرق التحرر من الاحتلال وبين وظائف البلديات، وإما أنه يتكل في تحرير فلسطين وإقامة الدولة "العتيدة" على السيد الأمريكي "المبجل" ويأخذ هو الدور الهامشي في هذه المهمة والمتمثل بمتابعة تعبيد الطرق وإنشاء شبكة صرف أو تشييد محول كهرباء!!
ثالثاً: إن الحديث عن تعاظم الالتفاف الشعبي حول خطة فياض "لإقامة الدولة" هو محض افتراء، يكذبه الواقع الذي يعيشه أهل فلسطين وما يعانونه على مختلف الصعد، فالواقع الاقتصادي بات متردياً وحكومة فياض لم تأل جهداً لتدمير المصالح الفردية للمواطنين عبر الضرائب المتراكمة والجمارك وما تبتكره من قوانين يومية ترمي إلى نهب مصالح الناس لجيوب المتنفذين وحيتان المال الموالين سياسياً للسلطة، ومن ناحية أمنية فلقد ضربت حكومة فياض أسوأ مثل في تآمر حكومة على شعبها فكانت خير حافظ لأمن يهود وشر ما أنجبته الأمم لشعوبها، فسجون السلطة تشهد على ما اقترفته الأجهزة الأمنية بحق المناوئين لها والقمع السياسي وصل ذروته باعتراف منظمات غربية، حتى أن الناس في ظل حكومة فياض باتوا يترحمون على أيام الاحتلال من شدة قمع وظلم وتعتدي السلطة عليهم. فعن أي التفاف شعبي يتحدث فياض؟!!
 
إن فلسطين لا تحرر بتعبيد طريق أو محول كهرباء أو شبكة صرف صحي يا فياض!! إن فلسطين تحرر بعزائم الرجال الرجال لا الموظفين الأتباع وبتحرك جحافل جيوش المسلمين، كما أن فلسطين لا تتطلع لدويلة هزيلة تقام في كنف الاحتلال وبأموال غربية تبقيها رهينة للكافرين المستعمرين، بل هي تتطلع لقائد مظفر كصلاح الدين يحررها ويعيدها درة في جبين الأمة.
19-8-2010م