صباح يوم الجمعة الموافق 30/7/2010، توجه مجموعة من الصيادلة يقرب عددهم من الأربعين في حافلة كبيرة (باص) إلى رام الله وبالتحديد إلى شركة دار الشفاء لصناعة الأدوية في المنطقة الصناعية في بيتونيا، وذلك بعد توجيه دعوة لهم من قبل الشركة، للتعرف عليها ولتناول طعام الغداء، مع العلم أن صاحب هذه الشركة هو باسم خوري أحد الوزراء السابقين، وقبل تناول طعام الغداء توجهت الحافلة إلى أحد المساجد القريبة من الشركة لأداء صلاة الجمعة، وقبل وصولها بقليل، وأثناء توقفها على أحد المفارق، ظهر شرطي ووقف في منتصف الطريق، ورفع للحافلة يده من أجل التوقف، ثم صعد إلى الباص وطلب من مندوب الشركة الذي حاول التحدث معه النزول من الباص وأخذ بطاقته (الهوية)، ثم صعد إلى الباص وأخذ هوية أحد الركاب وسأله عن مكان عمله، ثم سأل الصيدلاني الذي يجلس بجانبه عن مكان عمله، ثم دخل إلى داخل الباص وأخذ هوية أحد الصيادلة الملتحين، وبعد الحديث معه من قبل مندوب الشركة سمح للحافلة بالمرور بعد إرجاع البطاقات، ولكن طلب معرفة المسجد الذي يودون الصلاة فيه، فأجابه مندوب الشركة إن كان في الأمر شيء غيرنا المسجد، فأجابه الشرطي: لا، أريد معرفة المسجد الذي تنوون الصلاة فيه فقط، وحسب الصيادلة أن الأمر قد انتهى.
وبعد الخروج من المسجد والصعود إلى الباص (صعود البعض)، قام أحد رجال الشرطة بالمخابرة عبر جهازه، وقال: يا سيدي الركاب يصعدون إلى الباص المشبوه، فأجابه سيده: إنتظر حتى يمتلئ الباص وامنعه من التحرك، ثم أخبرأحد الصيادلة بالأمر (كان من الممكن طبعاً سماع ما يجري تماماً).
وما هي إلا لحظات حتى أصبح الصيادلة محاصرين بعدد كبير من السيارات من جميع الأجهزة: المخابرات، الشرطة، الأمن الوقائي، الاستخبارات العسكرية، سيارات عسكرية، وأخرى مدنية، بلوحات حمراء وأخرى عادية.
ثم صعد بعضهم إلى الباص، وقاموا بجمع هويات الجميع، وأخذوا بالمخابرة عبر أجهزتهم عن بعض الأسماء، وحاول بعض الصيادلة الحديث معهم ولكن دون جدوى، ثم قام المندوب بالاتصال بمدرائه في الشركة، فحضر عدد منهم وبعد مداولات، وبعد إخباره بأمر الصيادلة والدعوة، وبأن هناك إثباتات بأن هؤلاء صيادلة وبأنهم مدعوون إلى الشركة، وبأن هناك صور تثبت ذلك، قاموا بتفتيش الباص من الخارج (أماكن وضع الأمتعة)، ثم قاموا بإعطاء الهويات لمندوب الشركة لتوزيعها على الصيادلة، وصعد أحد الضباط إلى الحافلة للاعتذار، فسأله أحد الصيادلة من كبار السن عن السبب وعاتبه على ذلك، فأجابه الضابط بأن الأصل فيكم أن تشكرونا على ما فعلناه، فنحن نفعل هذا من أجلكم، فسأل الصيدلي الضابط كيف؟
فأجابه الضابط: بأنه في الجمعة السابقة حضرت إلى مدينة رام الله حافلتين من مدينة الخليل محملتين بعناصر من حزب التحرير، وأنهم قاموا بإحداث بلبلة في مدينة رام الله، وبأنه قد جاءتهم إخبارية بأن هذه الحافلة يستقلها شخص أو شخصان يشتبه بانتمائهم لحزب التحرير.
نقلا عن أكثر من شخص من ركاب الحافلة
13/8/2010