طالبت السلطة الفلسطينية من الإدارة الأمريكية العمل على منع "إسرائيل"، من إبعاد قادة حركة حماس من مدينة القدس، حيث طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من المبعوث الخاص لمنطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل إلغاء القرار "الإسرائيلي"، وبحث هذا الموضوع أثناء اللقاء الذي عقد مؤخرا في مدينة رام الله .
*****
مع استئناف المفاوضات المخزية في ثوبها الخرق الجديد "غير المباشرة" التزمت أمريكا وأخذت العهود والمواثيق من الطرفين أن لا يقوم أحدهما بأعمال استفزازية تهز أو تمس أجواء الثقة بين الطرفين.
 بيد أن كيان يهود مستمر في عنجهيته دون أدنى مراعاة لا لمفاوضات ولا لتعهدات ولا لوسطاء ولا لطرف فلسطيني مهما تفانى الأخير في حفظ وده وعهده.
فلم يكن قرار المحكمة العليا "الإسرائيلية" اليوم بالمصادقة على إبعاد 4 من نواب حركة حماس عن القدس بدعاً من الأعمال السياسية "الإسرائيلية"، فقد تمت المصادقة كذلك مؤخراً على مباشرة بناء 1600 وحدة سكنية في القدس في "رامات شلومو"، كما أن كيان يهود مستمر في اقتحاماته الليلة لمدن الضفة واعتقالاته المستمرة التي طالت كافة شرائح أهل فلسطين. هذا علاوة على إجرام يهود الذي طال المتضامنين مع أهل غزة في عرض البحر في سفن الإغاثة التركية وتوعدهم لسفن الإغاثة اللبنانية.
السؤال الملح متى ستعتبر السلطة جرائم يهود البينة فعلاً استفزازياً يمس "أجواء الثقة!" فتنسحب من هذه المفاوضات المخزية؟!! أم أنها لا تملك أمرها ولا تملك خوضاً لمفاوضات أو انسحاب منها؟!! أم أنها لا تتقن سوى الاستجداء والتسول السياسي فتعيش دوماً على صدقات الآخرين؟!! أم أنها دون سن الرشد برغم خوضها 18 عاماً من المفاوضات فلا تستطيع أن تحكم على الجرائم البشعة أنها خرق أو استفزاز؟!! فتنتظر دوماً إصبع السيد الأمريكي ليومأ لها ذهاباً أو إياباً؟!!
لقد باتت المفاوضات غير المباشرة عيبا سياسياً علاوة على كونها جرماً سياسياً بحق فلسطين وأهلها، وعلاوة على كونها تفريط بالأرض المباركة وانتهاك لحرمات الله ومخالفة لأحكام الإسلام.
ففي الوقت الذي يماط فيه اللثام عن حقيقة هذا الكيان الوحشي أمام العالم بأسره -لسبب أو لآخر- تصر السلطة على مسايرة كيان يهود في مفاوضات مخزية والارتماء في أحضانه والحفاظ على أمنه وأن تمد له طوق النجاة لتنقذه من مستنقعه اللاأخلاقي برغم كل أعماله الاستفزازية وجرائمه، مما يدلل فوق كل الأدلة والبراهين على أن مشروع السلطة لم يكن في يوم من الأيام سوى أداة غربية "إسرائيلية" للقيام بالمهام القذرة.
فهل بقي بعد كل ذلك من عذر لمروج أو مضلل ليصف هذا المشروع "بالوطني" أو أنه خطوة على طريق التحرير لو كانوا يعقلون؟!!
 
20-6-2010