تحت عنوان "ازدواجية معايير تحرّم الدم المصري على الشقيق دون العدوّ!" نقل موقع العرب أونلاين تقريراً لـ"سي ان ان" سلط الضوء على تواطؤ النظام المصري وتخاذله في الانتصار للمسلمين في مصر حينما يُقتلون على يد يهود، في الوقت الذي يستأسد فيه النظام المصري على غير يهود كأهل غزة والجزائر في حوادث أقل شأناً، معتبراً ذلك مسألة أمن قومي.
حيث توقف التقرير عند حادث مصرع مواطن مصري هذا الأسبوع وإصابة اثنين آخرين بجروح قرب منطقة طابا، على يد أفراد دورية عسكرية "إسرائيلية" فتحت عليهم النار بدعوى أنهم "مهربون، كانوا يحاولون التسلل" إلى دولة يهود عبر الحدود مع مصر. فما كان من النظام المصري إلا أن تجاهل الحادث وحاول إنكاره، حيث واجهت السلطات المصرية الحادث بتردد وارتباك حتى وصل الأمر أن نفى مصدر أمني مصري مسئول في البدايةً علم السلطات المصرية بصحة الحادث، وكل ذلك هروباً من تحمل المسئولية للرد على الحادث.
ومثل هذا البرود واللامبالاة من السلطات المصرية تجاه كيان يهود واعتداءاته ما حدث في حادثة مقتل جندي مصري في آب 2009 برصاص جنود "إسرائيليين" وهو داخل حدود بلاده، ثم نُسب الحادث إلى خطأ من الجنود في معرفة هوية القتيل، وتعمد الإعلام الرسمي المصري إهمال الحادث. ولم تختلف طريقة التعامل مع مقتل الجندي عن طريقة التعامل مع حادثة إصابة شرطي مصري في اشتباك على الحدود المصرية "الإسرائيلية"، شمالي مدينة إيلات المطلة على خليج العقبة على البحر الأحمر، حيث ظل الحادث دون تفاعل يذكر.
والمفارقة أنّه عندما يتعلق الأمر بالمسلمين أو الأشقاء فالمسألة مختلفة عند النظام المصري، إذ يستأسد النظام المصري حينها، ويزمجر ويزبد ويرعد ولا يرضيه حينذاك لبن العصفور، ولنا مثال على ذلك ما حدث في قضية مقتل جندي مصري على برج مراقبة مطل على قطاع غزة، وحادثة تعرض مصريين لإصابات بعد مباراة المنتخبين المصري والجزائري في أم درمان.
وفي سياق متصل ومماثل من حكومة عميلة أخرى غير الحكومة المصرية، نقل موقع القدس العربي خبر قرار محكمة التمييز الأردنية شطب نصف عقوبة خمسة أردنيين خططوا لجمع السلاح والالتحاق بالمجاهدين في قطاع غزة، انطلاقا من مدينة معان جنوبي البلاد. حيث أنّ الأحكام خُفضت من 15 عاماً مع الأشغال الشاقة إلى 8 أعوام لأنّ القضية لم يتوافر فيها ركن ارتكاب أي جرم محدد داخل أو خارج البلاد والقصد كان التخطيط للالتحاق بالمجاهدين فقط.
حقاً إنّ الكلمات لتعجز عن التعبير عن خسة حكام العرب والمسلمين الذي انبروا للدفاع عن كيان يهود، واستماتوا في تثبيت أركانه وما زالوا. فكيان يهود -لولا هؤلاء الحكام- لهو أوهن من أن يصمد أمام عشر معشار إمكانيات المسلمين ورغبتهم في الثأر من هذا الكيان وتخليص الأمة منه.
فحكام العرب والمسلمين هم صمام أمان دولة يهود ودرعها المتقدم، ولذلك هم من يجب أن تنصب الجهود لإزالتهم والتخلص منهم، الآن قبل الغد، لترى الأمة بعدها العزة والسؤدد وتقضي على كيان يهود وتحرر الأرض المباركة وتنشر الخير في ربوع الدنيا بأسرها.
19/6/2010