
فبعد العدوان على غزة قامت أميركا بتوقيع معاهدة أمنية بينها وبين كيان يهود (اتفاقية رايس-ليفني) من أجل الحفاظ على أمنه لاسيما في البحر، وبعد جريمة القتل الأخيرة للمتضامنين في عرض البحر، وتعالي الأصوات بشجب تلك الجريمة النكراء، كان رد أميركا من خلال الرئيس الأمريكي بأنهليس مع إدانة "إسرائيل" وبأن لها الحق في الدفاع عن نفسها، ثم بعدما أشيع عن نية سياسي بريطانيا تقديم عرض بمقايضة تخفيف الحصار عن غزة بالتحقيق الدولي، أصرت أميركا "أن من مصلحة "إسرائيل" إجراء تحقيق يلائم المعايير الدولية" وذلك كما جاء على لسان أوباما، ثم تمت دبلجة الأمر باتفاق بين الطرفين على أن يكون تحقيقا داخليا لكيان يهود وبرعاية دولية كما جاء في صحيفة الشرق الأوسط، وبذلك تكون الكلمة الفصل لأمريكا ولترفع أي حرج عن كيان يهود.
وأخيرا وليس آخرا ما ذكرته صحيفة القدس العربي من وجود تفاهمات أمريكية مع كيان يهود تم التوافق عليها خلال لقاء السفير "الإسرائيلي" في واشنطن مع وزيرة الخارجية الأمريكية يوم أمس من أجل استمرار الحصار البحري على قطاع غزة، ومن نية الأخيرة زيارة كيان يهود، مما يعكس دفء العلاقات بين الطرفين، بل إن هذا اللقاء الذي أشارت إليه الصحيفة يأتي في ظل إعلان كيان يهود المصادقة على بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس يوم أمس كانت قد أعلنت عن بنائها أثناء زيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى كيان يهود، ما عُد وقتها مؤشرا على تدهور العلاقات بين أمريكا وكيان يهود، تأتي هذه التصريحات والمواقف لتؤكد على سير الإدارة الأمريكية في نفس النهج في تعاملها مع كيان يهود برغم كل جرائمه وحتى خروجه عن الإرادة الأمريكية.
إن الحقيقة التي وعاها المسلمون أن عداء الغرب كافة وأمريكا خاصة للمسلمين لا يختلف أبدا عن عداء كيان يهود، بل إن هذا الكيان هو طليعة الغرب في حرب الإسلام وأهله وقاعدتهم المتقدمة في بلاد المسلمين ولا تختلف الدول الغربية على دعمه وإمداده بأسباب البقاء.
إن المسلمين باتوا يتطلعون اليوم إلى قيام الخلافة الراشدة الثانية التي ستستأصل كيان يهود وتقطع حبل أمريكا عنه وتلقن كل من دعم وناصر هذا الكيان المغتصب وكل من احتل بلاد المسلمين أو آذاهم أو تآمر عليهم درساً لن ينسوه أبدا.
(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)
16-6-2010