مع انعقاد القمة الإقليمية للأمن والتعاون في اسطنبول كررت أنقرة مطالبتها بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تحت إشراف الأمم المتحدة، الأمر الذي رفضته "إسرائيل" التي تتحدث عن إمكانية إجراء تحقيق داخلي. وحذرت أنقرة من أن وضع مثل هذه الآلية فقط يمكن أن يحسن العلاقات الثنائية.
 
*****
هل باتت قضية الاعتداء السافر على أرواح المسلمين في عرض المتوسط رهن لجنة تحقيق دولية؟! وهل الصبح الأبلج يحتاج لتحقيق واثبات؟! وماذا أثمرت لجان التحقيق الدولية من قبل؟! هل أنصفت المظلوم وأعادت الحق لأهله يوما ما؟! أم هي إفراغ لمخزون الاحتقان على كيان يهود في شكل قرارات دولية لا تسمن ولا تغني من جوع؟! أم أن لجان التحقيق هي استثمار للحدث لمآرب وأهداف سياسية؟!
 
إن تاريخ لجان التحقيق الدولية وما أسفرت عنها من قرارات ونتائج، وكيف تعاملت بل تحكمت الدول الكبرى في مسارها وعارضت في بعض الأحيان مقرراتها، وليس تقرير غولدستون عنا ببعيد، يعطي انطباعاً واضحاً لما ستؤول إليه قضية سفن الإغاثة التي تعرضت لجريمة نكراء شهد عليها القريب والبعيد والعدو والصديق، وفي تصريحات وزير الخارجية التركي بربطه تطبيع العلاقات مع كيان يهود وإعادة المياه إلى مجاريها بقبول يهود بلجنة تحقيق دولية خير دليل على ذلك.
 
إن الانخراط التام في المنظومة السياسية العالمية التي تتحكم بها القوى الغربية الاستعمارية واتخاذ مقررات الأمم المتحدة مرجعاً يقود دوماً إلى التبعية والتفريط بالحقوق لصالح قوى الشر والطاغوت، ويقود حتماً إلى تحكيم الطاغوت وترك شرعة الله. (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)
 
إن واجب المسلمين أن يتطلعوا لما يجب أن تكون عليه قضاياهم وردود أفعالهم أسوة بالنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، والصحابة والخلفاء من بعدهم، وأن لا يكتفوا من الحكام "الأغيار!" بمجرد جعجعة دون أن يروا منهم طحنا، وان يرفعوا أبصارهم نحو السماء فهم من خير أمة وهم أهلٌ لقيادة العالم، وخير من عرف التاريخ عزة وكرامة.
 
فأمة كهذه تستأهل ردود فعل كردود الرسول عليه السلام على بني قينقاع وكغضبة المعتصم وعزة الرشيد وإصرار صلاح الدين وثبات عبد الحميد.
 
09-06-2010