اعتبر محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الإيراني في ختام اجتماعات اللجنة السورية الإيرانية العليا بدمشق أن التهديدات "الإسرائيلية" لسوريا ليست لها قيمة. وأضاف أن بلاده ستكون بجانب سوريا في التصدي لأي تهديد تتعرض له وبكل ما تملك من قوة متعهدا "بكسر أرجل الكيان الصهيوني إذا فكر في أعمال شريرة ضد لبنان وسوريا وإيران".
لم تخبُ وتيرة التهديدات "الإسرائيلية" للبنان وسوريا وحتى إيران قبيل أو بعيد إعلان كيان يهود أن سوريا قد زودت حزب الله بصواريخ سكود، فالتهديدات قائمة من قبل ولا زالت نذر الحرب الاستباقية التي تسعى من خلالها "إسرائيل" للهروب إلى الأمام من أي التزامات سياسية تجاه المساعي الأمريكية الرامية إلى استئناف المفاوضات ومحاولة ضبط المنطقة بعيداً عن مغامرات كيان يهود التي تضر بمصالح أمريكا في المنطقة وفق تقدير العديد من المسئولين الأمريكان، تتصاعد منذ أشهر.
فهل استيقظ حكام إيران أو سوريا من سباتهم حتى يتعهدوا بكسر أرجل "إسرائيل" إن هي قامت بأعمال شريرة؟! أم أن أسيادهم في واشنطن قد أذنوا لهم بالتصريح ببعض قارص الكلام؟! ومن ثم ما مقياس الأعمال الشريرة لدى حكام إيران وسوريا؟ ومتى توقف كيان يهود عن تلك الأعمال؟! ومن ثم أليست التهديدات "الإسرائيلية" هذه هي أعمال شريرة بحد ذاتها وانتقاصاً من سيادة وكرامة تلك الدول؟! أليست الإجراءات "الإسرائيلية" التي تمس القدس والأقصى أعمالاً شريرة؟! أليس انتقاص الأقصى من لب لبابه بالحفريات والتدنيس وضم مقدسات المسلمين لقائمة التراث اليهودية عملاً شريراً؟! أليس تهجير أهل فلسطين العزل من ديارهم وهدم بيوتهم عملاً شريراً؟!
 أم أن فلسطين ومقدسات الأمة لا تشغل حيزاً من تفكير هؤلاء الحكام؟! بل أليس احتلال الجولان عملاً شريراً؟! ثم أليس وجود هذا الكيان قائماً على أرض إسلامية مغتصبة عملاً شريراً كذلك؟! أليس كل ذلك وغيره الكثير مما مضى من أعمال ومما لازال قائماً متجدداً أعمالاً شريرة تستوجب القضاء على "إسرائيل" واستئصال شأفتها لا كسر أرجلها فحسب؟!
إن حكام دول الضرار لم يصدر منهم طوال اغتصابهم للحكم في بلاد المسلمين عملاً واحداً مشرفاً ينتصر لكرامة الأمة أو حقوقها المسلوبة الضائعة، وإن تصريحات حكام إيران وسوريا لا تعدو مجرد بعبعات إعلامية ولو كان هؤلاء صادقين في بعض أقوالهم لانتفضوا من فورهم وما هدأ لهم بال حتى يقضوا على ذلك الكيان السرطاني المسمى "إسرائيل" أو لتوقفوا على أقل تقدير عن تقديم الخدمات "الجليلة" للقوى الغربية الاستعمارية التي تمثل "إسرائيل" أداة وذراعاً لها، كما يفعل حكام إيران في أفغانستان والعراق، ولكن أنّى لمن كان له اليد الطولى في حماية هذا الكيان على مدى عقود منصرمة أن يخطر على باله أو تراوده تلك الأفكار؟!!
إن تصريحات هؤلاء الحكام هي جزء لا يتجزأ من الدور الموكل لهم من قبل القوى الغربية الاستعمارية والتي اقتضت أن تلعب تلك الأنظمة دور الممانعة وإلا فهي في التخاذل والانبطاح والاستكانة أمام يهود وأمريكا سواء، فمواقف النظام السوري وتخاذله عن الرد على الهجمات "الإسرائيلية" التي طالت عمق سوريا أكثر من مرة واحتفاظه بحق "الرد المناسب" شاهد على ذلك، وسكوت تلك الأنظمة على الحرب الوحشية التي شنتها يهود على لبنان أكثر من مرة شاهد آخر. فهؤلاء الحكام لا يتحركون حمية لدينهم أو لأمتهم أو كرامتهم بل هم مجردين من الشعور والانتماء لهذه الأمة فهم مجرد أحجار نرد بيد اللاعبين الغربيين. وإن استمرار هؤلاء في الحكم لن يورث الأمة سوى الكوارث والمصائب والنكبات والنكسات والهزائم المنكرة في حال وقوع حروب جديدة ولا يغرنكم تطاول ألسنتهم أو تصريحاتهم الجوفاء.
إن على الأمة التي باتت تتطلع بشوق وحرقة لعودة الخلافة الراشدة التي تعيد لها هيبتها وتحمي بيضتها وتصونها وتحرر كل شبر من بلادها المحتلة أن تعمل جاهدة لاستجلاب تلك الخلافة وأن لا تدخر جهداً لتحقيق هذه الغاية فتنهي هذه الحقبة المظلمة فتعود خير أمة أخرجت للناس والله معها ولن يترها أعمالها. 
(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)
 
المهندس أحمد الخطيب عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين