دعا وزير الثقافة في سلطة حماس إلى عقد القمة الثقافية العربية المرتقبة في مدينة غزة "للوقوف في وجه التهويد والاستيطان في مدينة القدس المحتلة، وحصار غزة المستمر" كما نقل ذلك موقع إذاعة الأقصى.
كما ثمن الوزير موقف رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان الذي أعلن فيه أنّه يرفض سرقة الآثار والمعالم الإسلامية كما أنّه لن يصمت أمام حرق غزة مرة أخري، وذلك بحسب الخبر المنشور.
*****
إنّ الاستمرار في توجيه النداءات لمثل هؤلاء الحكام ولقممهم البائسة فوق أنّه نفخٌ في الرماد ومحاولة لا طائل منها، إنّما يعبر عن الرضا بهذا الواقع الفاسد ومحاولة للتكييف معه من خلال إظهار أنّ هناك أملاً أو خيراً يُرتجى في جامعة الدول العربية أو حتى في الأنظمة الكرتونية التي تتألف منها.
مع أنّ التقاعس والتخاذل هو دأب الحكام وقممهم، ولا أدل على ذلك من القمة العربية الأخيرة التي لم تتمخض عن سوى الوعد بإرسال نصف مليار دولار لنصرة المسجد الأقصى تدخل تحت حراب المحتل وبإذنه، هذا إن وفوا بوعدهم، وزادوا على ذلك بأن طالبوا بجعل مهمة حماية المسجد الأقصى من مسئولية منظمة اليونسكو، فالمسجد الأقصى عند هؤلاء الحكام مثله كمثل تماثيل بوذا، كلها تضاف إلى قارعة التراث الإنساني!!!
قاتلهم الله أنى يؤفكون.
إنّ الناظر في حال هؤلاء الحكام وجامعتهم يوقن بأنّ الجامعة قد باتت كمسجد ضرار يجب أن يُهدم على من فيه بأسرع وقت ممكن.
فهؤلاء الحكام حكام الخزي، هم من قرروا قبيل عام ونيف بجعل القدس عاصمة للثقافة العربية، وإذا بكيان يهود يصفعهم الصفعة تلو الأخرى، ويريهم كيف أنّ القدس التي أضاعوها قد تحولت إلى منارة على خزيهم وذلتهم، بسكوتهم عن طرد أهالي القدس منها ليل نهار، بل وباستباحة قلبها، المسجد الأقصى، بالاعتداءات والحفريات والتدنيس.
أبعد كل هذا، ينادى بأن يعقد هؤلاء الأقنان قممهم الموتورة في غزة؟!، وهم الذين حاصروها، وهم الذين بقوا صامتين وهم يشاهدون أهلها يُذبحون صباح مساء.
إنّ الأولى بكل مسلم وبأفراد هذه السلطة خاصة، أن ينضموا إلى رتل أمتهم، بأن يعلنوا القطيعة مع الحكام والأنظمة القائمة وقممهم المشينة، وأن يعملوا على تعرية هؤلاء الحكام أكثر وأكثر، وأن يدعوا الجيوش إلى التحرك نصرة لغزة وللمسجد الأقصى، بدلاً من استضافة قمة ثقافية تنصر المسجد الأقصى بالرقص والطبول.
إنّ أية محاولة لإبراز هؤلاء الحكام بمظهر من فيه ذرة من خير لنصرة أهل فلسطين، إنما هي شكل من أشكال الرضا بخذلانهم والاستكانة إلى خيانتهم، علاوة على الانجرار إلى مستنقع أفعالهم المخزية. خاصة ونحن نشهد سقوط هؤلاء الحكام وأنظمتهم سقوطا فكرياً وسياسياً وقريبا بإذن الله سيكون السقوط المادي على يد دولة الخلافة القادمة بإذن الله.
8-4-2010