نقلت وكالة معا أن "رئاسة المجلس التشريعي الفلسطيني" دانت الموقف الأمريكي الذي دعا حركة حماس و"إسرائيل" إلى وقف التصعيد الحاصل وعدم زعزعة الهدوء والاستقرار على امتداد الحدود مع قطاع غزة. ونقلت عن النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني قوله "إن التعامل الأمريكي مع حماس والاحتلال على قدم المساواة يضع المجرم والضحية في كفة واحدة، مما يشكل انحيازا بالغا لموقف الاحتلال الإسرائيلي، واستخفافا خطيرا بالعقل العربي والإسلامي".
وفي الوقت نفسه نقلت وكالة معا أن عضوا بالكونجرس الأمريكي عبر إلى قطاع غزة اليوم قادما من مصر وبرفقته وفد دبلوماسي أمريكي من السفارة الأمريكية بالقاهرة، وذلك "في زيارة هامة"، وربما يحمل رسالة إلى الحكومة المقالة تتعلق بوساطة تتعلق بالجندي اليهودي شاليط.
***
إن التعامل الأمريكي مع الأمة الإسلام هو تعامل يقوم على عداوة شرسة: فهل يشك مسلم واع أن أمريكا هي العدو الأول للأمة الإسلامية ؟ بل وهل يشك سياسي يحمل الإسلام كقضية حياة أو موت أن أمريكا هي السبب الأول من أسباب منع عودة الإسلام كنظام حكم يوحد البلاد ويحرر البلاد من الاحتلال اليهودي والاحتلال الأمريكي على حد سواء ؟ وخصوصا أن ساستهم قد أفصحوا مرارا وتكرارا عن تخوفهم من عودة الخلافة، واعتبروا من يحمل فكرة الخلافة أنه يحمل "عقيدة الكراهية".
إن انتظار الموقف الصحيح من أمريكا وتوقع عدم انحيازها لموقف يهود، هو الاستخفاف الأخطر بعقول المسلمين، إذ إنه يفصل بين أعمال أمريكا الإجرامية والوحشية وتقتيلها للمسلمين في أفغانستان وباكستان، وبين أعمالها السياسية في فلسطين، بل ويتعامى عن التصريحات الدائمة والتي تطلقها الساسة الأمريكان أن أمن يهود خط أحمر.
وإن انحياز أمريكا نحو كيان يهود هو أساس راسخ في السياسية الأمريكية وإن أي تفكير سياسي لا يستند إلى هذه الحقيقية ينم عن هبوط حاد بالوعي السياسي. 
إن إصرار رجالات محسوبة على الحركات الإسلامية أن تنظر للعلاقة مع أمريكا كعلاقة سياسية بدل أن تكون علاقة تقوم على حالة الحرب، يجب أن يكون محل إدانة من قبل المسلمين، لكي يتوقف نهج التقارب والتماهي مع المشروع الأمريكي القاضي بدولة فلسطينية هزيلة مجاورة لدولة يهود.
وإن الإصرار على النظرة الوطنية الهابطة التي تميّز بين احتلال يهود لفلسطين وبين احتلال أمريكا للعراق وأفغانستان أيضا يجب أن يكون محل إدانة، لتستعيد الأمة الشعار الذي عبر عنه الرسول الأكرم في حدثيه: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (رواه مسلم).
إن العدو المحتل لا يصح أن تستقبل وفوده في غزة، وخصوصا عندا يكون وفدا من سفارة أمريكية، ومعروف أن السفارات الغربية هي أوكار للتجسس على المسلمين ولمتابعة مصالح الغرب في المنطقة. فكيف يحارب المسلمون الأفغان أمريكا بينما تستقبل وفودها في غزة بل وتخاطب خطاب عتب سياسي؟
"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ
تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ"
3/4/2010