قال البيت الأبيض إن الاجتماع الأمريكي و(الإسرائيلي) ناقش مسألة رفح. وأضاف أن الجانبين الأمريكي و(الإسرائيلي) اتفقا على الهدف المشترك المتمثل في هزيمة حماس في رفح. وقال: أعربنا للجانب (الإسرائيلي) عن مخاوفنا بشأن مسارات العمل المختلفة في رفح. وتابع: الجانب (الإسرائيلي) وافق على أخذ مخاوف واشنطن بشأن رفح في الاعتبار وإجراء مزيد من المناقشات. (وكالة معا)

من الواضح أن أمريكا تتحدث بكل وقاحة وصراحة على أنها متفقة مع يهود على مواصلة حرب الإبادة على غزة، والقضاء على ما تبقى من قطاع غزة، المتمثل في منطقة رفح، تحت ذريعة هزيمة حماس في رفح، والثمن في ذلك طبعا هو دماء أطفال ونساء وشيوخ ومجاهدي غزة، مع قصف وتدمير وتسوية المباني السكنية بالأرض، في مشهد تنأى عنه وحوش الغاب. والتحفظ الوحيد لدى قادة أمريكا هو حجم المجزرة المتوقعة ومقدار شلال الدم الذي سينهمر، أما من حيث الفكرة والمبدأ فهما متفقان على استباحة دماء أهلنا في غزة، وحرق الأخضر واليابس أملا في الوصول إلى الأمن الموهوم لكيان يهود.

فعقلية يهود كعقلية الإدارة الأمريكية وكعقلية ملة الكفر كلها، فهم يظنون المسلمين مثلهم، ويقيسون المسلمين على شعوبهم المنهزمة المهترئة المتهالكة، ويحسبون أن قنابلهم وصواريخهم قادرة على تحقيق ما يريدون، وتطويع البلاد والعباد لمخططاتهم وإرادتهم، وهم في ذلك واهمون حالمون، فالأمة الإسلامية أمة حية بعقيدتها، وطالما القرآن باق فيها فهي باقية ببقائه، ولن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تنزع الإسلام من صدور أبنائها، ولا من قلوب مجاهديها. نعم قد تكون لهم الغلبة في جولة أو جولتين، أو معركة أو معركتين، ولكن سرعان ما تدب الحياة من جديد في نفوس أبناء الأمة فيعودوا للمضي قدما نحو التحرر والتمكين، ولهم في الضفة الغربية مثال حي، فبعد أكثر من ثلاثين عاما من اتفاقية أوسلو المذلة مع كيان يهود، ورغم تعاون السلطة الفلسطينية مع يهود وبرعاية أمريكية أوروبية، وكلها من أجل صناعة (الفلسطيني الجديد!)، ومع ذلك، فإن المشهد فيها الآن بعد 30 عاما ومن قبل في انتفاضة السكاكين والذئاب المنفردة، أثبت لهم بأن مساعيهم للوصول إلى الأمن وهمٌ وحلم.

وهكذا الحال في غزة، يسعون إلى حرق الأخضر واليابس وصولا إلى محور فيلادلفيا، ويحسبون أنهم بعد ذلك سينعمون بالأمن والأمان، لأنهم يظنون أن الأمة الإسلامية ينطبق عليها ما ينطبق على باقي الأمم المتهالكة، وهم مخطئون في ذلك.

نعم قد يتمكنون من سحق غزة ورفح، وقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والمجاهدين، واجتياح البلاد وتسوية المساكن بالأرض، ولكنهم لن يتمكنوا من القضاء على مصدر الإلهام وسر القوة لدى المسلمين، وهي العقيدة الإسلامية، فستبقى الأمة الإسلامية حية وسيبقى لديها الباعث للتحرر من الاحتلال والاستعمار واستعادة زمام الأمور.

وعما قريب إن شاء الله سييسر الله لهذه الأمة من أبنائها وأهل قوتها من ينصرها، وستقلب الطاولة على رؤوس الكفر والاستعمار، بعد أن يكون قد انفضح الغرب والكفر كله أمام العالم، وظهر بأبشع صوره وأقبح ما عنده، كما هو عليه الآن في حرب غزة، حتى لا تأسف البشرية كلها عليهم ولا على حضارتهم المجرمة، وستمر العصور بعدها والبشرية تلعن أمريكا والغرب ويهود على ما أفسدوه.

20/4/2024