نقلت صحيفة الحياة اللندنية خبراً يفيد بأنّ الإدارة الأمريكية قد رفضت مرجعية المفاوضات التي جرت بين عباس ورئيس وزراء كيان يهود السابق ايهود أولمرت، وذلك على لسان المبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل، حيث جاء في الخبر أنّ الأميركيين أكدوا لممثلي الأمم المتحدةوالاتحاد الأوروبي في إسرائيل أنّ المفاوضات ستقوم على أساس (خريطة الطريق) الدولية، وأن تفاهمات عباس – اولمرت، بما فيها اقتراح اولمرت المسمى بـ (اتفاق مبادئ)، لا يُلزم أياً من الطرفين، الفلسطيني أو "الإسرائيلي". وبحسب اقتراحاولمرت، تنسحب "إسرائيل" من 96 في المائة من أراضي الضفة الغربية وتعوض الفلسطينيين بأراض بديلة بنسبة 6 في المائة. كما يقضي بعودة رمزية لخمسةآلاف لاجئ فلسطيني إلى ديارهم، وأن تناط بهيئات دولية مهمة إدارة الأماكن المقدسة في القدس المحتلة و(الحوض المقدس)، على حد الخبر.
 
*******
مرة تلو المرة تقوم أميركا بتوجيه الصفعات لرئيس السلطة الذي اعتاد على تلقي الصفعات المتواصلة من كيان يهود، ثم تأتي أميركا التي تدعي الوساطة والحيادية لترمي بعرض الحائط المفاوضات التي حصلت بين عباس ورئيس وزراء كيان يهود السابق برعايتها، لتبدأ جولة جديدة من الكذب والتضليل. وهذه المرة يأتي هذا الموقف بعد أن وافق عباس ومن خلفه قادة الأعراب على استئناف المفاوضات مع كيان يهود، استجابة لأوامر أسيادهم في الإدارة الأمريكية.
 
لقد تراجعت الإدارة الأمريكية عن تعهداتها السابقة وعن جولات المفاوضات التي جرت بين كل من عباس وأولمرت، وتفاهمات قريع- ليفني والتي جرت بأمر من أميركا ووزيرة خارجيتها السابقة كوندوليزا رايس عشية تفاهمات مؤتمر أنابوليس، ثم تأتي الإدارة الأمريكية الحالية لتسكب الماء البارد على وجه عباس وكبار مفاوضيه برفضها لمثل هذه التفاهمات، والتي كانت تحت سمع وبصر وزيرة الخارجية السابقة وجولاتها المكوكية.
 
بل إنّ صحيفة القدس العربي ومن على موقعها ليوم 10-3-2010 قد نقلت عن كبير مفاوضي السلطة صائب عريقات قوله "إنّ ورقة تطمينات أمريكية أُرسلت من قبل وزيرة الخارجيةالأمريكية هيلاري كلينتون للرئيس الفلسطيني محمود عباس حددت مدة 24 شهراًلإنهاء المفاوضات حول قضايا الحل النهائي للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي".
 
لاشك أنّ رجالات السلطة الفلسطينية وعلى رأسهم عباس وفياض وعريقات يستمرون في كذبهم وتضليلهم المفضوح على أهل فلسطين، وكيف لا ورئيس السلطة يعترف بأنّ هذه المفاوضات لن تؤدي إلى أي نتيجة، كما نقلت عنه صحيفة الشرق الأوسط ، وكيف لا وهم يستمرون في عزفهم على نفس الجوقة الأمريكية التي لم تزد أهل فلسطين إلا رهقاَ، فكل إدارة أمريكية تأتي، وتأتي معها وعودها التي يصفق لها رجالات السلطة ثم تأتي إدارة جديدة فتحتاج لأن تبيض صفحة وجهها الأسود من خلال قضية فلسطين ووعودها لقادة السلطة، ثم يأتي رجالات هذه السلطة كي يسايروا الإدارات الأميركية المتعاقبة دون أن تقدم لهم شيئا، سوى مزيد من الذل والتبعية، وصفعات تلو الأخرى وهي تعاملهم معاملة العبد الذليل الممتهن.
 
صدق قول الله فيهم ﴿سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَاوَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ * مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ الأعراف: 177، 178
 
11-3-2010