Shefa111123

 

في اليوم الـ36 من الحرب على قطاع غزة، كثف كيان يهود قصفه للمستشفيات، حيث حذر أكثر من مصدر من تدهور الأوضاع داخل مجمع الشفاء الطبي، مشيرين إلى أن الوضع كارثي والأطفال داخل المستشفى ينتظرون الموت وأعداد المرضى كبيرة جدا. وبحسب وكيل وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فقد استهدفت قوات الاحتلال الساحات الداخلية لمجمع الشفاء ما أدى إلى اندلاع الحرائق. ولا زال المجمع يتعرض للقصف وقد انقطع عنه الماء والكهرباء.
ما يحدث في غزة اليوم، خصوصا في مجمع الشفاء الطبي، يكشف عن عمق العداء بين الغرب الصليبي، ورأس حربته كيان يهود، وبين المسلمين، وأن هذا العدو الحاقد لا يرقب فينا إلاً ولا ذمة، وأنه في حربه ضد المسلمين لا يقيم وزناً لأية قيم ولا حتى للأعراف البشرية المتعارف عليها بين الناس ومنها عدم التعرض للمستشفيات والمراكز الصحية.
فأين الغرب ومؤسساته التي أصدعت رؤوسنا بحقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة وهي ترى المدنيين يبادون وترى المرضى يقصفون وترى الشهداء لا يجدون مكانا يوارون فيه الثرى، إن هؤلاء جميعاً هم شركاء كيان يهود في إجرامه بحق أهل غزة وهم لم يكونوا يوماً حريصين على أهل غزة وفلسطين بل كانوا يسعون لإفسادهم وتدمير أسرهم ومحاربتهم في دينهم.
وأمام هذه الحرب الشعواء التي لا تبقي ولا تذر، وأمام هذا الاصطفاف العالمي ضد المسلمين في غزة وفلسطين، يجب على الأمة الإسلامية وقواها الحية أن تستفيق، فإلى متى تبقى الأمة صامتة عن التحرك الحقيقي والجدي الذي يوقف هذه المجزرة ويلقن الأعداء وكيان يهود درساً ينسيهم وساوس الشياطين بل ويشرد بهم من خلفهم، إلى متى تبقى جيوش الأمة تشاهد إجرام يهود دون أن تحرك ساكناً لنصرة إخوانهم وهم قادرون على نصرتهم؟! إلى متى تبقى هذه الجيوش تشاهد المجازر كما لو كانت تشاهد فيلماً سينمائياً؟! هل أصبحت مشاهد القتل والتدمير والأشلاء مشهداً مألوفاً؟! هل تكتفون بمشاهدة ثلة من الأبطال المحاصرين بعتادهم الخفيف يثخنون في العدو دون أن تنجدوهم وتأتوهم بالمدد؟! أين الحمية العسكرية لديكم؟! أين شرفكم العسكري؟! أين حمية دينكم؟! أين إيمانكم أين عقيدتكم؟! أليس هؤلاء هم إخوانكم؟! أليس الأقصى هو مسرى نبيكم؟! أليست القدس قبلتكم الأولى؟! أفيقوا بالله عليكم فأنتم غارقون في بحر التقصير، ارفعوا عن كاهلكم إثم القعود واطرحوا أنظمة الضرار وأوامر الحكام العملاء المتخاذلين إلى مزابل التاريخ، تحركوا فهذه فرصتكم بل واجبكم وإن لم تفعلوا فأنتم قبل أمتكم على خطر عظيم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)