Abaas6922

 

في زيارة رسمية، وصل رئيس السلطة محمود عباس إلى القاهرة، لعقد قمة مع نظيره المصري تتناول التحديات المختلفة، وقال سفير السلطة لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح، إن زيارة عباس تهدف لتجسيد التشاور والتعاون الدائم والمستمر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تجاه القضايا المتعددة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، خاصة ما تمر به المنطقة من "ظرف شديد الخصوصية".
وأضاف اللوح أن لقاء القمة الذي سيجمع عباس مع نظيره المصري يأتي في إطار التنسيق المشترك بين القيادتين، بما يعمل على مواجهة التحديات الماثلة أمام "جهود نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وإنجاز حق تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الوطنية الكاملة على جميع أراضي دولة فلسطين".
بينما ينشغل الرئيس المصري بإستقبال رئيس السلطة ينشغل كيان يهود في سفك الدماء الزكية بشكل شبه يومي على ثرى الأرض المباركة وليس آخر تلك الجرائم ما حدث اليوم في جنين من قتل الشهيد سباعنة وجرح العشرات وهدم بيت الشهيد رعد حازم، ومن قبلها قتل الشاب طاهر زكارنة بشكل حاقد في بلدة قباطية حيث أدخل زكارنة المستشفى مصاباً برصاصة في الرأس ورصاصة في القدم اليمنى ورصاصة في الفخذ الأيسر وحروق في جسده، وفي القدس كان المستوطنون يدنسون المسجد الأقصى الذي بات يستباح صباح مساء من جماعات الهيكل وغيرهم تارة بلباس فاضح وتارة بلباس كهنة الهيكل!
وما بين المشهدين مشهد لقاء السيسي وعباس، ومشهد سفك الدماء وتدنيس المسجد الأقصى، يظهر مدى اطمئنان كيان يهود إلى نظام السيسي الخائن ورئيس سلطة التنسيق الأمني، وكيف أنه يدرك أن أقصى ما قد تفعله تلك الأنظمة الخائنة لقاءات وصور تذكارية وبيان ختامي وعبارات مجترة عن مشروع الدولتين وخفض التصعيد والمفاوضات... بينما هو يضع السياسات ويفرض الوقائع على الأرض ويتجاوز تطلعات السلطة والأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين.
إن واقع السيسي والسلطة وبقية الأنظمة كواقع من قبل بالخيانة والتفريط والتنازل عن معظم الأرض المباركة، ولكن في المقابل لم يقبل كيان يهود بذلك لأنه يريد الأرض كاملة غير منقوصة فأصبحوا يتحركون ويجتمعون ويتشاورون ليس لوقف جرائم كيان يهود ولا لأجل حماية المسجد الأقصى، ولكن أملاً منهم في إقناع كيان يهود بأن يقبل بمعظم الأرض وليس كلها، فأي وادٍ سحيق انحدرت إليه تلك الأنظمة ومعها السلطة!
إن قضية فلسطين باتت في ظل التطبيع المخزي والصمت المطبق على جرائم كيان يهود، باتت في وضع حرج وبات أهلها المتمسكون بأرضهم يتعرضون لمخططات شيطانية تهويدية وبشكل متسارع لكسر شوكتهم والبطش بهم وتركيعهم، أما المسجد الأقصى فيتعرض لهجمة شرسة يراد لها أن تنتهي بتقسيمه مكانياً بعد أن فرض التقسيم الزماني، ويريد المستوطنون أن يحولوا المسجد لمكان للإستفزاز والإساءة للإسلام والمسلمين.
إن لقاء السيسي وعباس في ظل ما يحدث في فلسطين يظهر مدى ضعف أولئك الحكام الذين رهنوا إرادتهم ومقدرات بلادهم وقوة جيوشهم لخدمة أسيادهم الأمريكان، وإن هذا اللقاء مهما كانت مخرجاته هو لقاء تآمري لا يخدم سوى مشروع الدولتين الأمريكي الذي وضع لحفظ أمن كيان يهود بالدرجة الأولى، وهذا التآمر العلني من السيسي وبقية الأنظمة في الخليج وتركيا يظهر مدى حاجة الأمة لتحرك سياسي واعي يسقط تلك الزمرة الخائنة وينصب قيادة مخلصة تقودهم لتخليص الأرض المباركة وأهلها من كيان يهود وجرائمه التي لا تتوقف.
٦-٩-٢٠٢٢