Rahaf

 

غادرت الطفلة الفلسطينية رهف سلمان 11 عاما وشقيقها محمد 13 عاما اللذان أُصيبا بجراح خلال تصعيد يهود الأخير، قطاع غزة، الأربعاء، برفقة والديهما، متوجهين إلى تركيا لتلقّي العلاج، بناءً على تعليمات من الرئيس أردوغان. حيث في 6 آب/أغسطس الجاري، أُصيب الشقيقان رهف ومحمد، بشظايا صاروخ سقط في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، بحسب والدهما خليل سلمان الذي تحدث لوكالة الأناضول. وتعرّضت رهف لبتر في ثلاثة من أطرافها (قدماها الاثنتان ويدها اليُمنى) فضلا عن إصابتها بجراح في البطن وكسر في عظمة الترقوة وخلع في الكتف، ومشاكل صحية في عينيها الاثنتين. أما شقيقها محمد فقد أُصيب بشظية في الحوض، وكسر في الركبة والمفصل. (وكالة الأناضول، بتصرف بسيط).

هذا الحدث يسلط الضوء على غير الظاهر منه، أي الحنان والنخوة والرحمة، فهو يسلط الضوء على خسة ونذالة حكام المسلمين وعلى رأسهم أردوغان العلماني حليف كيان يهود، فهو قد سلك مثل باقي الحكام، حكام مصر والأردن وقطر وإيران وغيرهم، فهم مستعدون لأدوار الوساطة في الحرب كما يفعل النظام الأردني العميل، أو الخديعة كما فعل النظام المصري الذي غرر بحركة الجهاد في الحرب الأخيرة، أو تقديم الأموال والفتات وكبح جماح الحركات والفصائل كما يفعل النظام القطري، أو في أحسن الأحوال هناك النظام الإيراني المستعد لتوفير الكم الهائل من الجعجعات والخطابات ممزوجة بشيء من الأموال السياسية المرهونة بالانتماء والارتباط.
فهذا النظام التركي لا يحزن ولا يستحيي على نفسه من هذه الطفلة المسكينة وأخيها اللذين أمعن فيهما كيان يهود تشويها وتقطيعا، فلم يهبّ لنصرتها ولا لنجدتها رغم قدرته على سحق الاحتلال في وضح النهار، ولم يحرك قواته لتحرير غزة المكلومة وحماية أهلها من شرور الاحتلال التي لا تنقطع رغم توفر الإمكانيات لديه وبأكثر من الحاجة، بل ها هو يفاخر الآن بتوفير العلاج لهذه الطفلة المسكينة وأخيها، وكأن لسان حاله يقول لليهود: اقتلوا واقصفوا وشردوا... والباقي علينا!
إن غزة وفلسطين كلها بحاجة إلى جيوش الأمة وقواتها العسكرية لتتحرك لتحريرها من يهود وغطرستهم، ولتنهي عذابات الأطفال والنساء والشيوخ مرة واحدة وإلى الأبد، وليست بحاجة إلى مركبات إسعاف وفتات من الأموال والمساعدات الخجولة.