تعليق صحفي
في ظل تخاذل الجيوش بات رمضان شهرا لإراقة دماء المسلمين لا لانتصاراتهم!
استشهد، صباح اليوم الخميس، مواطنان برصاص قوات الاحتلال، خلال عدوان كيان يهود المتواصل على محافظة جنين. وبالأمس استشهد ٣ شبان في سلواد وحوسان ونابلس.
يوماً بعد آخر يزداد كيان يهود تغولاً على أهل فلسطين ليمعن فيهم آلة القتل ويهدد بل يتحضر لاقتحام وتدنيس المسجد الأقصى المبارك، وكل ذلك يحصل في شهر رمضان المبارك، شهر رمضان الذي كان شهراً للانتصارات والمعارك الفاصلة والفتوحات، بات اليوم في ظل تثاقل بل تخاذل جيوش المسلمين عن القتال في سبيل الله ونصرة إخوانهم شهراً للمجازر وإراقة دماء المسلمين.
إن ما يحدث هذه الأيام في الأرض المباركة كفيل بأن يُغلي الدماء في عروق المسلمين جميعاً، كفيل بأن يحرك ايمانهم وغيرتهم على دينهم ومقدساتهم وإخوانهم، لتتحرك جحافل جيوشهم لنصرة إخوانهم وتحرير أقصاهم.
لقد باتت حقيقة كيان يهود الهشة كالشمس في رابعة النهار، ولم يعد يماري في ذلك أحد، وبالتالي لم يبق عذر لمعتذر عن نصرة الأرض المباركة، فأقل وأضعف جيش من جيوش المسلمين قادر على تحرير فلسطين في يوم أو بضع يوم فلماذا التخاذل والقعود؟!
إن أنظمة سايكس-بيكو تمثل السياج الحامي لهذا الكيان الغاصب، فهي التي تحول بين الأمة وجيوشها وبينه، فهي تقمع الشعوب وتكبل الجيوش، مما يوفر غطاء أمان لكل ما يرتكب كيان يهود من مجازر دون أن يحسب حساباً لأمة لو تحرك عشر معشار جيوشها لنصرت بالرعب، لذا فإن السكوت عن هذه الأنظمة مع القدرة على التغيير جريمة مضاعفة، والتحرك لإسقاطها واجب مؤكد.
كفى جيوش الأمة صمتاً وطاعة لأنظمة لا ترقب في المسلمين إلّاً ولا ذمة، كفاهم مشاهدة لدماء المسلمين وهي تراق صباح مساء، كفاهم خذلاناً لمسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وليتذكروا أنهم ليسوا لقطاء أو مجرد أجراء بل هم أحفاد قادة عظام، أحفاد خالد وصلاح الدين، فليتحركوا من فورهم وليسقطوا أنظمة الخذلان ولينادي منادي الجهاد فيهم يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري، فو الله إن في ذلك العزة والنصر في الدنيا والفوز والفلاح في الأخرة.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
١٤-٤-٢٠٢٢