تعليق صحفي

أرواح أهل مصر لا تساوي شيئا عند نظام السيسي وأزلامه

قالت وسائل إعلام مصرية إن "قطارا خرج عن سكته قرب مدينة طوخ بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة) ما أسفر عن مصرع 16 شخصا، وجرح أكثر من 100 آخرين". وأكدت الصفحة الرسمية لمحافظة القليوبية المصرية على فيسبوك أن 8 عربات من القطار خرجت عن مسارها، ولم توضح السلطات حتى الساعة أسباب الحادث. والحادث يعد الثاني من نوعه خلال أقل من شهر في مصر، إذ شهدت محافظة سوهاج (جنوب) في 26 آذار/مارس الماضي، تصادم قطاري ركاب، ما أسفر عن سقوط 32 قتيلا و165 مصابا، وفق إحصائية رسمية. ويطالب مصريون على وسائل التواصل وزير النقل، كامل الوزير بالاستقالة. ورفض الوزير المطالبات، وتعهد بمواصلة العمل على تطوير شبكة السكك الحديدية المتقادمة. (الجزيرة نت)

 

إنّ حالة الاستهتار الكبيرة التي يبديها حكام مصر تجاه أرواح أهل مصر لا سيما الفقراء واضحة وباتت تشكل غصة كبيرة في صدور المصريين كلهم.

فتكرار حوادث القطارات وانهيار البنايات وحوادث الحرائق يعود سببها في المقام الأول إلى تهالك البنية التحتية للبلد وتردي الحالة الرعوية لمصالح الناس إلى درجة غير مسبوقة، وهي لا تعود بالمقام الأول إلى العنصر البشري كما يحاول النظام صرف الأذهان إليها ليتهرب من مسؤوليته المباشرة عن تلك الكوارث بإقالة موظف أو عزل وزير أو سجن مراقب، فهؤلاء الكباش هم أرخص ما يضحي به النظام ليستر بذلك سوأته وقبح رعايته وفساد نظامه.

 

إنّ القاعدة الرعوية البسيطة والتي سطرها الفاروق عمر قبل أربعة عشر قرنا هي التي تلخص المشهد بكل وضوح ودون مواربة، حين قال رضي الله عنه: "لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله عنها لم لم تصلح لها الطريق يا عمر".

فالدولة هي المسؤولة عن تعبيد الطرق وفتحها، وبناء الجسور وسكك الحديد، وتحديث القطارات وتطويرها، وتوفير كل سبل الأمان والحماية على الطرق والممرات البحرية والخطوط الجوية وخطوط القطارات، وكل ما هو من مرافق الجماعة وحاجة الرعية. وأي تقصير يطال أي قطاع من القطاعات هو مسؤولية الدولة المباشرة.

ولكن الحاصل في مصر وكل بلاد المسلمين، هو أن الحكام والأنظمة تعتبر مصالح العباد ورعاية شئونهم هي آخر همهم، وهم إن ألقوا بالاً لبعضها فبالقدر الذي يمنع ملكهم من الزوال أو سقوطهم عن الكراسي. فهم شر حكام مع شر أنظمة، فأرواح الناس عندهم لا تساوي شيئا. ولا سبيل للخلاص منهم ومن أنظمتهم الفاسدة إلا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

20/4/2021