تعليق صحفي

تصريحات بلينكن صفعة للمعوّلين على تغير الإدارة الأمريكية، واعتراف بالعجز عن تصفية قضية فلسطين!

قال وزير الخارجية الأمريكي المقبل إن الرئيس بايدن يرى أن التسوية الوحيدة للصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" والقابلة للاستمرار هي حل الدولتين، ولكنه شكك بإمكان تحقيق هذا الحل على المدى القصير.

وأوضح أنتوني بلينكن: "يظن الرئيس وأنا شخصياً أن السبيل الوحيد لضمان مستقبل "إسرائيل" كدولة يهودية ديمقراطية، مع إعطاء الفلسطينيين دولة، هو عبر حل الدولتين.. واقعياً أظن أنه سيكون من الصعب تحقيق أي شيء على هذا الصعيد في المدى القصير"، ودعا بلينكن "الإٍسرائيليين" والفلسطينيين فوراً إلى تجنب اتخاذ خطوات تزيد هذه العملية تعقيداً.

وبخصوص قرارات الرئيس السباق ترامب المتعلقة باعترافه بالقدس عاصمة "لإسرائيل" ونقل السفارة إليها أكد بلينكن أن إدارة بايدن ستلتزم بها. جاءت تلك التصريحات خلال جلسة استماع عقدها مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيينه وزيرا للخارجية.

تحمل تصريحات بلينكن في طياتها الكثير من الحقائق السياسية التي باتت من الثوابت عند الواعيين سياسيا، ومن هذه الحقائق أن العداء للمسلمين ولأهل فلسطين لا يتغير بتغير الرئيس أو الإدارة الأمريكية، وأن كل إدارة تحافظ على إنجازات الإدارة التي تسبقها فيما يتعلق بتصفية قضايا المسلمين ومنها قضية فلسطين، وأن الخط العريض لسياستهم هو حفظ أمن كيان يهود بما يحفظ ويخدم مصالح الولايات المتحدة.

ويعترف بلينكن أن تصفية القضية وفق رؤيتهم أمر من الصعب تحقيقه على المدى القصير، وهذا اقرار صريح ومسبق وقبل أن تبدأ الإدارة الجديدة مهامها، أنها تدرك بأن القضية أكبر منهم وأنهم سيكونون عاجزين عن تصفية القضية كما عجز ترامب ومن سبقوه، وأن إدارتهم سوف تكتفي بعدم وضع المزيد من العراقيل أمام مشروع حل الدولتين!!

إن هذه التصريحات فيها إجابة شافية لكل من عوّل على تغير الإدارة الأمريكية أو رحيل ترامب لإنقاذ قضية فلسطين، فكما بيّن بلينكن فإن إدارة بايدن ستلتزم بما قدمه ترامب من هدايا لكيان يهود، وستعمل على منع وضع المزيد من العراقيل أمام مشروع الدولتين، وهذا يتضمن إعادة ترتيب وضع السلطة وإعادة الشرعية لها من خلال الانتخابات وإطلاق المفاوضات والقمم والاجتماعات المستندة للقرارات الدولية والشرعية الدولية وحل الدولتين، في تكرار لسياسات الإدارات التي سبقت إدارة ترامب، وبطبيعة الحال ستكون تلك السياسات بمثابة إبر تخدير لأهل فلسطين وللعرب والمسلمين، بينما يستمر كيان يهود يتوسع ويتمدد في أرض فلسطين ويفرض سياسات الأمر الواقع.

آن للأمة الإسلامية، وهي تشاهد انشغال الدولة الأولى بترتيب وضعها الداخلي وترى عجزها عن تصفية قضية فلسطين، أن تستعيد دولتها وسيادتها وسلطانها فتحل قضاياها وتشرع في سياستها الخارجية وفق الأحكام الشرعية فتحرر فلسطين وتعيدها درة تاج البلاد الإسلامية.

20-1-2021