تعليق صحفي

تخاذل النظام الإيراني يشجع كيان يهود على المزيد من الإفساد والعدوان!

 

   اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي اليوم السبت، "إسرائيل"باغتيال العالم الإيراني البارز محسن فخري زاده الذي يشتبه الغرب منذ فترة بأنه العقل المدبر لبرنامج سري يهدف لإنتاج قنبلة نووية، ونقل التلفزيون عن روحاني قوله في بيان "مرة أخرى، تلطخت أيدي الغطرسة العالمية الخبيثة بدماء أراقها مرتزقة النظام الصهيوني المغتصب".

وبعيد تأكيد وفاة فخري زاده، وجّه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر تويتر أصابع الاتهام إلى "إسرائيل"، متحدثا عن "مؤشرات جدية" لدور لها في الاغتيال،وفي ذات السياق صرح قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي أن "اليد الإجرامية لأميركا والكيان الصهيوني والمنافقين، تظهر بوضوح في اغتيال فخري زاده".

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" (The New York Times) عن مصدر رسمي أميركي ومصدرين في الاستخبارات أن "إسرائيل"تقف وراء اغتيال فخري زاده، وقالت إن الاغتيال قد يعقّد جهود الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي الإيراني."

تظهر التصريحات السابقة أن إيران تدرك أن من يقف خلف عملية الاغتيال هو كيان يهود ضمن ترتيبات سياسية معينة ومؤامرة نسجت خيوطها بتنسيق مع أمريكا،وبدل أن يكون الرد على تلك الغطرسة من قبل كيان يهود ما يراه لا ما يسمعه،جاءت تصريحات روحاني اليوم لطمأنة كيان يهود على غطرسته فقال "على أعداء إيران أن يعلموا أن الشعب الإيراني أذكى من أن يقع في فخ الكيان الصهيوني الخبيث الذي يسعى لإثارة الفتنة"!في تذاكٍمجبول بالخيانة والذل،وتذرع مخزٍطمعا في اتفاق جديد مذل مع الولايات المتحدة الأمريكية!وأضاف روحاني "أن الرد سيكون في المكان المناسب" في تكرار لتصريحات أصبحت محلا للتندر وسببا في تمادي كيان يهود في إفساده وطغيانه!!

إن النظام الإيراني بهذا السكوت على جرائمكيان يهود واغتيال عالم نووي وفي عقر داره،يجعل من كيان يهود قوة متغطرسةفي محاكاة لخيانات التسليم من قبل الأنظمة العربية في 1948 و1967 حتى ظن كيان يهود أنه الجيش الذي لا يقهر وهو في الحقيقة اضعف من أن يقف في وجه دولة مثل إيران أو أقل قوة من إيران، ويجعله يتعالى ويتبجح بتصريحاته الصفراء كما فعل نتنياهو حين قال في مؤتمر صحفي بعد عملية الاغتيال "لا أستطيع مشاركة كل ما فعلته هذا الأسبوع"، ويظهر ذلك التخاذل أن النظام الإيراني لم يكن يوما صادقا في جعجعاته التي صدّع بهارؤوس المسلمين وتهديداته الجوفاء التي لا تتوقف لكيان يهود ولأمريكا.

إن السبب الذي أوصل النظام الإيراني لهذه الحالة من الذل والمهانة ليستقوة أمريكا ولا قوة كيان يهود ولكنه الانجرار خلف الأعداء ومخططاتهم وجعل الجيش والترسانة العسكرية والصاروخية تعمل لخدمة مخططات أمريكا ضد المسلمين في أفغانستان والعراق ومؤخرا في الشام لوأد ثورة مباركة قضت مضاجع أمريكا وأرعبت الغرب،ولحماية نظام مجرم حمى كيان يهود لعقود طويلة، ففقد بذلك النظام الإيراني البوصلة بل وجهها لقتال أمة الإسلام وتنفيذ مخططات أمريكا!ففقدت تلك الأسلحة المتنوعة فعاليتها تجاه أعداء الأمة وأصبحت نقمة على المسلمين وأداة لسفك دمائهم بدل أن تكون حربة في الدفاع عنهم!!.

إن الواجب على الشعب الإيراني الذي خرج غاضبا مطالبا بالرد على كيان يهود أن يسقط قيادته العميلة الذليلة التي أوغلت في دماء المسلمين واستكانتوخنعت أمام الأعداء ومنهم كيان يهود الجبان،وأصبحت حجر زاوية في مخططات الأعداء رغم صفعاتهم لها وعليه أن يفرز قيادة تتخذ من أمريكا وكيان يهود أعداء حقيقيين تحاربهم على الأرض لا على الشاشات، وترد لهم الصاع صاعين، وفي المقابل تتخذ من المسلمين امتدادا وسندا لهم لا أعداء تسفك دماءهم وتنتهك أعراضهم وتدمر بلادهم.

28-11-2020