تعليق صحفي

زيارة بومبيو لمستوطنة في الضفة هو ثمرة مُرّة لخيانات السلطة والأنظمة العربية!

قبل تسليمه لحقيبة وزارة الخارجية أراد بومبيو الاحتفال بأهم "إنجازاته التاريخية"المتمثلة بمشاركته بالعمل على توسيع دائرة التطبيع مع كيان يهود الغاصب والأنظمة العربية، بقيامهبجولة  شرق أوسطية تشمل المنطقة الخليجية والأراضي الفلسطينية، لنيتخللها قرع الكؤوس بهذا "الإنجاز الكبير"فحسب بل  بزيارة  لأحد مصانع النبيذ المقامة في الضفة الغربية!

وقد سبق لبومبيو أن أعرب قبل عام أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة "غير متسقة مع القانون الدولي"،وأن زيارته الحالية جاءت بطلب أمريكي و"بشفافية كاملة مع فريق الرئيس المنتخب جو بايدن".

وقد باركت الدول المطبعة هذه الزيارة المشؤومة بطريقتها الخاصة،فقد استقبلت دبي وفدامن المستوطنين "الإسرائيليين"من الضفة الغربية قبل أيام من هذه الزيارة!!

أما السلطة الفلسطينية الخائنة فهي مشغولة هذه الأيام بالاحتفال بعودة التنسيق الأمني "المقدس"الذي سيمكنها من تحقيق أمن المستوطنات القديمة منها  والجديدة، التييباشر نتنياهو بتشييدها لقطع صلة القدس بباقي أجزاء الضفة الغربية!

ورغم أنه لا فرق بين مستوطنة مقامة على أراض في الضفة المحتلة عام ٦٧ وبين مدينة مقامة على الأراضي المحتلة عام ٤٨، فكلها بلاد محتلة يجب تحريرها في نظر المسلمين، ورغم أن اعتراف أمريكا بهذه المستوطنات لا يغير شيئا بالنسبة للمسلمين، فأمريكا ليست هي من يقرر الشرعية في هذه الأرض، إلا أن هذه الزيارة تمثل تحديا لمشاعر المسلمين وإمعانا في الاستخفاف بهم.

 ما كان لبومبيو ودولته أمريكا الرقص على جراحاتنا بهذا الصلف والغطرسة لولا  وجود هؤلاء الحكام الأقنان الذين يتسابقون لخدمة سياساتها وتنفيذ مخططاتها الإجرامية والتي في مقدمتها دمج كيان يهود في المنطقة!

آن الأوان أن يعي المسلمون أن الخلاص من يهود وعبثهم وبتر أيدي أمريكا المتطاولة على المسلمين وبلادهم لن يكون إلا بإسقاط هذه الأنظمة الخائنة التي جعلتنا أضحوكة عند العالمين بعد أن كنا سادة العالم وحملة مشعل هدايته.

2020/11/21