تعليق صحفي

البحرين على خطى الإمارات في التطبيع مع كيان يهود والخيانة العلنية لقضية فلسطين

  أعلنت البحرين التوصل إلى اتفاق  لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع "إسرائيل" برعاية أمريكية، وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والعاهل البحريني حمد بن عيسى ورئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية للمملكة "بنا".

وذكرت الوكالة أن ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع ابن عيسى بحضور نتنياهو و"اتفقوا خلالها على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين (إسرائيل) ومملكة البحرين"، وخلال المكالمة دعا ترامب البحرين إلى المشاركة في مراسم التوقيع على اتفاق التطبيع التي ستقام في البيت الأبيض بين الإمارات و(إسرائيل) في 15 سبتمبر/أيلول الجاري، وحسب البيان فإن "البحرين قبلت" دعوة الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض؛ "حيث سيقوم كل من نتنياهو ووزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني بتوقيع إعلان السلام".

في سيناريو مطابق لتطبيع الإمارات، يقوم الرئيس الأمريكي المتعجرف ترامب باستخدام الهاتف لترتيب اتفاق تطبيع مذل بين النظام البحريني المتلهف للتطبيع وكيان يهود الذي يكاد يطير من الفرحة في ظل ما يراه من انبطاح من حكام العرب وبيع علني لقضية فلسطين وانصياع لرغبات ترامب وأوامره وغاياته الانتخابية.

إن موقف النظام البحريني ليس بموقف مستغرب على نظام عميل بادر باحتضان ورشة (السلام من أجل الازدهار) منتصف العام الماضي، وكانت الورشة بزعامة كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ومبعوثه السابق للسلام جيسون غرينبلات في العاصمة المنامة وذلك لجمع المال اللازم لتطبيق صفقة القرن وتصفية قضية فلسطين، ولن يكون الموقف الأخير في ظل حالة الانبطاح التام من الحكام في بلاد العرب والمسلمين للسياسة الأمريكية التي بات عنوانها عدم ربط موضوع التطبيع بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود المحتل عام 1967 والاستعاضة عنها بسياسة الشروع في الأمرين معاً، العمل على تصفية القضية ودمج كيان يهود في المنطقة ضمن اتفاقيات سياسية معلنة.

لقد بات المشهد السياسي واضحاً للجميع بعد أن قرر الحكام التخلي عن ورقة التوت التي كانوا يتسترون بها بادعائهم مساندة قضية فلسطين، وبهذه الوقاحة السياسية لم يتركوا مجالا لأحمق حتى يعول على جامعتهم العربية التي وفرت على الناس قبل أيام، برفضها ادانة التطبيع، مشقة الاقتناع بعمالتها وخيانتها، ولا لجاهل يعول على عنتريات وتصريحات لهذا الحاكم أو ذاك، فالحكام قد اختاروا تحدي الشعوب وممارسة الخيانة بشكل صريح وعلني دون مواربة، وفي هذا السياق جاء موقف السيسي حيث ثمن الاتفاق بين البحرين وكيان يهود، وضمن هذا السياق أيضاً يفهم كلام ترامب وكيان يهود عن تطبيع قريب مع السعودية وعمان وغيرها من الدول.

وفي ظل هذه الأجواء المليئة بالتطبيع والخيانة، بات واجباً على أهل فلسطين أن يكفروا بكل تلك الأنظمة ومؤسساتها وجامعاتها ومبادراتها ومؤتمراتها وأن يقطعوا الحبال معهم وأن يخرسوا صوت منظمة التحرير التي لا زالت تمارس العويل والصراخ على مبادرة الشؤم العربية، وتبكي على أطلال الخيانة والتفريط بمعظم فلسطين، وعليهم أن يتمسكوا بحبل الله المتين وأن يعملوا مع العاملين لاستنهاض أمة الإسلام وجيوشها لإسقاط هذه الأنظمة العميلة الخائنة، ولتقلب هذه الصفحات السوداء من تاريخ الأمة وتسطير صفحات عز وسؤدد تبدأ بتحرير فلسطين كاملة من رجس يهود وإعادتها درة تاج بلاد المسلمين.

11-9-2020