تعليق صحفي

جرائم وحشية بحق أهلنا في إدلب الشام من أجل تصفية ثورتهم

حذرت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية عدّة من تداعيات الوضع الكارثي في شمال غرب سوريا خصوصاً على الأطفال في منطقة تؤوي أساساً ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين، وسط موجة نزوح ضخمة تنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة بعد فرار قرابة 900 ألف شخص في ظل ظروف إنسانية صعبة وبرد قارس. وقالت مسؤولة المفوضية الأممية لحقوق الإنسان ميشال باشليت، إن سوريا تشهد حاليا أكبر حركة نزوح منذ بداية الحرب، محمّلة النظام والأطراف الداعمة له، مسؤولية ذلك. وأضافت أن الوضع الإنساني في شمال غربي سوريا "يدعو للدهشة". (سما الإخبارية)

إنّ ما يحدث لإخواننا في الشام لهو جريمة وحشية بكل معنى الكلمة، أطرافها النظام السوري المجرم والنظام الروسي الحاقد، والنظامان الإيراني والتركي المجرمان، ومن ورائهم أمريكا، وهذه المرة يبرز الدور التركي بشكل جلي لا سيما أن الحديث يدور عن منطقة إدلب بشكل رئيسي والمنطقة الحدودية مع تركيا، ولا شك أن الدور الأخطر والأخبث في إحكام القبضة على الثوار هو دور النظام التركي.

فبعد أن تمكن المجرمون، النظام السوري بمساعدة روسيا وإيران وحزبها في لبنان من دفع الثوار والمقاتلين إلى الانحسار في منطقة إدلب على اعتبار أنها كانت المنطقة الآمنة والأكثر قوة في وجه النظام، في ظل الأجواء والأكاذيب التي عملت تركيا على صناعتها عن منطقة إدلب والمنطقة العازلة، بعد ذلك المخطط والذي لطالما حذرنا منه الفصائل والثوار، بات تمركز قوى الثورة في منطقة محصورة بين أنياب الضباع والذئاب من كل ناحية ليسهل القضاء عليهم. وخاصة من ناحية تركيا التي تلبس ثياب الناصحين بينما هي تفتك بالناس والثوار لتنهي الثورة وتعيد البلاد إلى حضن النظام المجرم.

نعم لقد عمل المجرمون والأتباع والأشياع على حصر الثوار شيئا فشيئا في مناطق محددة ليتمكنوا من وأد الثورة والقضاء عليها، ومن خلال مكائد تركيا ودول الخليج عملت أمريكا على ربط قادة الفصائل بتركيا ودول الخليج بالأموال السياسية القذرة حتى بات القادة منزوعي القرار وعاجزين عن الخروج عن المخطط، ولم يعودوا يجدون غضاضة كبيرة وهم يرون إخوانهم وأبناء أمتهم يذبحون بسبب تقاعسهم وتخاذلهم عن نصرتهم. وحتى وصل الحال إلى ما نراه هذه الأيام في مأساة إدلب.

وما لم يصحُ قادة الفصائل ويعودوا إلى رشدهم ويأخذ المخلصون على أيدي العابثين والمفرطين، فإن المأساة ستتعمق وسيشهد إخواننا في الشام ما هو أشد وأعظم. وحريٌ بالمخلصين في جيوش البلاد الإسلامية كالأردن وتركيا أن يغيثوا المستضعفين وينصروا أبناء أمتهم، وهم الأقرب إليهم والأولى بنصرتهم.