أقدمت قوات الإحتلال "الإسرائيلية" على هدم خربة طانا التابعة لبيت فوريك - محافظة نابلس بحجة أنها تقع ضمن منطقة "ج" وتصنف كمنطقة عسكرية مغلقة، وجراء تلك الجريمة البشعة فقد تشرد أهل الخربة البالغ عددهم 220 شخصاً في العراء، ويذكر أن قوات الإحتلال سبق لها أن هدمت الخربة المذكورة في عام 2008 في مسعى منها للإستيلاء على أراضي الخربة، وتقدر مساحة طانا ب2000 دونم وتقع بالقرب منها مستوطنة ماحورة على بعد اكثر من كيلو متر وهي مستوطنة زراعية، وقد استولت القوات "الإسرائيلية" على اكثر من 10 الاف دونم من الاراضي التابعة لبلدة بيت فوريك لصالح هذه المستوطنة التي اقيمت عام 1969 وهناك حسب مصادر بلدية بيت فوريك اكثر من 15 الف دونم مهددة بالمصادرة بحجة أنها مناطق عسكرية مغلقة .
وضمن سياسة الإستيلاء على الأراضي وسياسة التهجير فقد كشف تقرير صحافي "إسرائيلي" ان أروقة بلدية القدس تتداول أنباء القرار المرتقب والنهائي لسحب هويات فلسطينيين مقيمين خلف الجدار الفاصل، ويجري الحديث عن 50 ألف فلسطيني دفعة واحدة (مقابل سحب 5 آلاف هوية في عام 2008 من المقدسيين حيث لا يوجد رقم دقيق في عام 2009)، وهو جزء من سياسة التهجير لسكان مدينة القدس، والتي تأخذ أشكالا مختلفة، لكن أخطرها هو التخلص من سكان المدينة، عبر سحب هوياتهم، وهي الطريقة الأسرع من هدم المنازل.
تأتي تصرفات يهود في الوقت الذي تلهث فيه السلطة خلف المفاوضات الذليلة وتخوض جدلاً سياسياً ومناورات ومباحثات لغرض استئنافها، ولا تحرك ساكناً لإنقاذ أهل فلسطين مما يحل بهم أو حمايتهم، بينما هي كعادتها السيئة تسارع في تنفيذ الأوامر العسكرية "الإسرائيلية" كما حدث مؤخراً باعتقالها 9 نشطاء من فتح في نابلس بناءً على طلب يهود، وإذا اضطرت السلطة للتحرك  لم تجد سوى النحيب والعويل كذباً في المؤسسات الدولية المتآمرة والمطالبة بلجان تحقيق دولية أو قوات تدخل وهلمّ جرا.
إن عنجهية يهود وتصرفاتهم الهمجية وجرائمهم البشعة التي استحلت تشريد المدنيين من نساء وأطفال بل وقتلهم تعبر عن مدى الحقد الدفين الذي يخبؤه يهود لأهل فلسطين وللمسلمين عموماً وعن مدى استخفافهم بأرواحهم واستحلالهم لدمائهم (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ)، كما تؤكد هذه التصرفات على أن العداء بين المسلمين ويهود هو عداء ديني ولن يحله مفاوضات هزيلة ذليلة ولا مناشدات دولية، كما تؤكد كذلك أن يهود لن يكفوا عن علوهم وإفسادهم إلا إذا واجهوا رداً يليق بجرائمهم وينسيهم وساوس الشيطان، ولن يكون هذا الرد على أيدي أناس تربوا على الطاعة العمياء لسيد البيت الأبيض أو لساكن عشرة داون ستريت، بل سيكون على أيدي متوضئة، أيدي بايعت أمير المؤمنين على السمع والطاعة والتضحية في سبيل الله بالغالي والنفيس، ساعتئذ ستزحف جيوش الخلافة نحو القدس فتحررها، وستعلو راية الإسلام-لا الرايات الوطنية البالية- فوق أسوار القدس ومآذنها، وسيصدح في فيحائها صدى التكبير وسيعتلي منبر صلاح الدين خليفة المسلمين فيخطب فيهم خطبة النصر المظفر ويعلن القدس عقر دار الإسلام وعاصمة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا)
12/1/2010