تعليق صحفي

هرولة حكام السودان وغيرهم للتطبيع مع المحتل سيعجل بسقوط أنظمتهم الحامية لكيان يهود!

أظهر  رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو شماتة بمؤتمر الخرطوم المعروف بمؤتمر "اللاءآت الثلاث" في معرض احتفائه باللقاء الذي جمعه مؤخرا برئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان.وأضاف نتنياهو: "إسرائيل تحولت إلى دولة عظمى ودول إسلامية وعربية كثيرة تريد الاقتراب منا".

إن زهو نتنياهو ومحاولته تصوير تهافت بعض حكام العرب الأغيار، وآخرهم حكام السودان، للتطبيع مع كيانه الغاصب، بأنه إنجاز  كبير وثمرة "لسياساته العبقرية" هو دعاية انتخابية ومغالطة سياسية لا تنطلي الا على غير المتابع، فضلا عن قفزه عن الحقائق التاريخية؛

فالأنظمة العربية التي أطلقت لاءات الخرطوم الثلاث، وهي من قامت بشكل رسمي بإسقاطها في قمة بيروت بالكلية، حيث نصت هذه القمة بصراحة ووضوح أن الدول العربية ستعترف بكيان يهود الغاصب وتطبيع العلاقات معه، شريطة سماح كيانهم الغاصب بإقامة دويلة فلسطينية هزيلة إلى جواره!

والحقيقة الأخرى التي تجاهلها نتنياهو أن علاقة كيانه بالنظام السوداني، لم تبدأ بلقاء نتنياهو وبرهان، بل قد بدأت بشكل فاقع مطلع ثمانينات القرن الماضي، وشاهد على ذلك سير النميري بجانب شارون جنبا لجنب في جنازة أخيه في الخيانة أنور السادات، ثم جعل نميري من السودان معبرا لنقل يهود أثيوبيا "الفلاشا" إلى كيانهم الغاصب.

إن النظام العربي ما كان يوما في حالة عداء مع كيان يهود ليطبع معه، بل لولا دعمه وحراسته لحدود هذا الكيان المسخ ما قامت له في الأرض المباركة قائمة، والحاصل اليوم من انفتاح ظاهر من الحكام على كيانهم الغاصب، هو نقل لتحالفهم السري القديم لحيز العلن لا غير.

إن اصطفاف القادة الخونة على عتبات كيان يهود لن يجعل منه قوة عظمى كما يتمنى ويتوهم نتنياهو، بل إن ذلك لن يزيد كيانه إلا ضعفا على ضعفه الأصلي، وسيعجل بزواله وزوال الطغم المجرمة المتهافتة على التطبيع معه.

 إن ثمرة هذا التحالف الإجرامي الجديد القديم بين كيان يهود والأنظمة، سيولد غضباً لدى الأمة التي لم ولن تنسى مسرى رسولها، وسيعزز لديها القناعة بوجوب تغيير هذه الأنظمة العميلة، وإقامة الخلافة على أنقاضها، خلافة تسير الجيوش لتحرر الأرض المباركة وتقتلع كيان يهود. وإن غدا لناظره قريب.

10/2/2020