تعليق صحفي

ترك حبل الله والتمسك بحبل بريطانيا، العاجزة عن حماية سفنها، مخالفة شرعية وسذاجة سياسية!

  وقع رئيس وزراء السلطة وزير داخليتها د. محمد اشتية مع القنصل البريطاني فيليب هول مذكرة تفاهم لدعم قطاع الأمن، وقال اشتيه "نقدم الشكر لكل ما تقدمه حكومة المملكة المتحدة لدعم فلسطين، خاصة على صعيد البنى التحتية والقطاع الاقتصادي وقطاع الأمن نقدر هذا الدعم الذي يأتي في إطار حل الدولتين والتزام بريطانيا بتحقيق السلام العادل للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية"وهو ما أكده القنصل البريطاني.

في اللحظة التي تُذل فيها بريطانيا في الخليج العربي من خلال إيران التي تدور في فلك أمريكا على مرأى من العالم أجمع، وفي اللحظة التي نرى بريطانيا عاجزة عن حماية سفنها ومنع الاعتداء عليها وحجزها بشكل مذل ومهين، وفي الوقت الذي أصبحنا فيه نرى بريطانيا، التي ما زالت تتغنى بأنها كانت المملكة التي لا تغيب عنها الشمس وأنها بريطانيا العظمى، عاجزة أمام عمل يعتبر في العرف السياسي للدول الكبرى تمريغا لأنفها بالتراب، نرى سذاجة السلطة وسذاجة حكومتها ومن يمثلها بتعويلهم على بريطانيا والتمسك بحبلها للوقوف في وجه أمريكا وصفقتها المشؤومة صفقة القرن!! هذا إن كانت السلطة صادقة في ذلك وهي التي تمارس سياسة الضغط على أهل فلسطين بشكل مطرد في الآونة الأخيرة بشكل يسهم في تركيعهم والضغط عليهم للقبول بما هو قادم.

لو كانت السلطة تمتلك ذرة من الوعي السياسي أو الاخلاص، لعلمت أن الاستنجاد ببريطانيا المريضة للوقوف في وجه أمريكا كمن يستجير بالرمضاء من النار، ولو كانت السلطة تمتلك ذرة من حياء ما قبلت بمدح بريطانيا وإنزالها منزلة المخلّص وهي تعلم أن بريطانيا هي صاحبة وعد بالفور وهي من زرعت كيان يهود في هذه الأرض الطاهرة وهي أس الداء والبلاء ومنبع الشرور، ولكنها -السلطة- تفتقد للوعي السياسي وتفتقد للإخلاص بل زادت على ذلك بمعاداة الله ودينه فقبلت بالنزول عند الشرعية الدولية وتنازلت عن ثلاثة أرباع فلسطين وجعلت تلك الكلمة الخبيثة مشروعا وطنيا! وفي المقابل أدارت وجهها ورفضت النزول عند شرع الله الذي يحرم التنازل عن شبر واحد من الأرض المباركة بل وحاربت من ينادي بنداء الإسلام القاضي بإعادة القضية إلى الأمة ومطالبة جيوشها بالتحرك لتحرير الأرض المباركة من رجس يهود، فجعلت من تلك الكلمة الطيبة محل تندر وهجوم ومحاربة عند أبواقها.

إن قضية فلسطين لدى المسلمين هي قضية شرعية لا تحل إلا بالحل الشرعي (وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ)وهو الحل الذي يرضاه الله دون سواه، أما المشاريع الخبيثة الأخرى فمهما كثرت وعلا زبدها وتزاحمت فمصيرها إلى زوال لأنه لا أصل ثابت تستند إليه ولا فرع ممدود تُظل به.

22-7-2019