تعليق صحفي

القبول بدولة ع حدود 1967م منكر عظيم لا يقلل من وطأته فذلكة الألفاظ

  أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن حركته لا تعارض مرحليا قيام دولة على حدود العام 1967، لكنها متمسكة بعدم الاعتراف بالاحتلال "الإسرائيلي" للأراضي الفلسطينية. جاء ذلك خلال مشاركة هنية عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في لقاء نظمته "جمعية الفلسطينية للاتصال والإعلام" بمدينة إسطنبول التركية اليوم السبت.

لا شك أن هذا الموقف غير مقبول إطلاقا من أي مسلم مهما كان صفته أو مكانته، وهو منكر يستدعي الإنكار وهو بصدوره من رئيس حركة إسلامية أشد منكرا وأكبر إثما، فالتفريط بشبر واحد من أرض فلسطين جريمة وخيانة، فكيف إن كان التفريط بأكثر من 80% من أرض فلسطين التي روى ثراها الشهداء والصحابة وأهل الأرض المباركة عبر التاريخ والسنين المديدة؟! وهذا المنكر والجريمة لا يقلل من وطأته محاولة التلاعب بالألفاظ والعبارات، لأن القبول بدولة على حدود 67 ولو مرحليا يعني الاعتراف ضمنيا بشرعية الاحتلال على ما تبقى من فلسطين، ويعني القبول بالتنازل والتفريط، وهو دون موقف منظمة التحرير الفلسطينية الذي بدأت به وانتهت بالتنسيق الأمني المقدس وحراسة الاحتلال.

إن القبول بدولة على حدود 1967م يعني القبول بالاحتلال على أكثر من ثلاثة أرباع فلسطين، ويعني القبول بما قبلت به منظمة التحرير والذي وصمته حركة حماس فيما سبق بالخيانة، فهل إن جاء الاعتراف الان من حركة حماس وبشيء من التلاعب بالألفاظ والعبارات يجعل الخيانة بطولة وحكمة؟!

كلا، فالحق أحق أن يُتبع، وحريٌ بكل أنصار وأعضاء حركة حماس أن يتبرؤوا من تصريح هنية، وأن يرفعوا صوتهم عاليا برفض التنازل والتفريط تحت أي ذريعة كانت أو مبرر ومن أي مستو تصدر.

ففلسطين أرض إسلامية من بحرها إلى نهرها، والتصرف الوحيد المقبول تجاه احتلالها هو العمل على تحريرها، فمن كان عاجزا فليختر القعود بدل أن يختار الفجور والسير في ركاب المفرطين، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : "يأتي على الناس زمان يخير فيه الرجل بين العجز والفجور ، فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور".

ومن كان قادرا على تحريرها كجيوش المسلمين فعليهم التحرك لذلك من فورهم.

20/7/2019