تعليق صحفي
فلسطين لا تحرر بدراسات أممية كاذبة ولا بمحاسبات دولية تافهة بل بجيوش الأمة الجرارة


رام الله-معا- كشف رئيس وزراء السلطة محمد اشتية عن دراسة أممية يجري الاعداد لها بالتنسيق مع الأمم المتحدة تتعلق بتكلفة الاحتلال.
واضاف اشتية أنه تم تكليف منظمة الأمم المتحدة للتجارة لاجراء الدراسة. "وهذه الدراسة مبنية على أن الفرق بين الأداء الاقتصادي الفلسطيني اليوم تحت الاحتلال وماذا لو لم يكن هذا الاقتصاد تحت الاحتلال والفرق المالي في الأداء".
واضاف اشتية في كلمته له خلال جلسة الحكومة في رام الله "إن نتائج هذه الدراسة ستقدم في تقرير مفصل للجمعية العامة للأمم المتحدة، لمحاسبة الاحتلال دوليا. وأن أهم بند في هذا التقرير أو الدراسة أنه ومنذ عام 1967 تم اقتلاع حوالي 2.5 مليون شجرة منها 800 ألف شجرة زيتون."
تناقش السلطة أي مشروع يلف ويدور ويضع قضية الأرض المباركة في سياق ما يطرحه المستعمرون الغربيون من حلول تثبت كيان يهود وتقسم الأرض المباركة بين أهلها ومغتصبيها، ولا تتطرق أبدا في طرحها إلى الحل الشرعي المنبثق من عقيدة الأمة الإسلامية، وهو تحرير الأرض المباركة كلها غير منقوصة شبرا واحدا عبر تحريك جيوش الأمة ومطالبة قادة الجند والمخلصين من أهل القوة في الأمة بالنهوض لتحريرها استجابة لدينهم وما تمليه عليهم الأحكام الشرعية.
إن السلطة الفلسطينية لا تتوجه أبدا إلى الإسلامية بل دوما ما تشيح بوجهها عنها ولا تلتفت سوى نحو مشغليها من المستعمرين ليقوموا بدراسات اقتصادية تبين فرقا إيجابيا لاقتصاد متوهم حال وجود حل سياسي في ظل وجود كيان يهود يسيطر فعليا على سماء وأرض وماء فلسطين ويفرض سيادته على أهلها.. بل ويمنع جل أهلها من الصلاة في قبلة المسلمين الأولى!!
إن تصوير وجود فروق إيجابية في اقتصاد السلطة حال تم التوصل إلى اتفاق سياسي مع كيان يهود ترويج للخيانة من باب الاقتصاد وبيع الوهم لأهل فلسطين ومحاولة لرشوتهم كما فعل كوشنير في ورشة البحرين الخيانية، وإن جعل الأمم المتحدة مرجعية في القضية الأرض المباركة هو تسليم للأرض المباركة للمستعمرين الذين أوجدوا كيان يهود ودعموه بقرارات الأمم المتحدة التي جعلت منه كيانا شرعيا.
إن مطالبة السلطة الفلسطينية بمحاسبة "الاحتلال دوليا" بناء على نتائج دراسة اقتصادية افتراضية وبناء على عدد الأشجار المقتلعة هو ضرب من الخيال والفنتازيا التي تدلل على انفصال السلطة عن الواقع وانسلاخها عن ثقافة الأمة الإسلامية، فهي لا ترى الطريق الشرعي لتحرير فلسطين الذي كرسته بطولات صلاح الدين وقطز ولم تشعر يوما بدماء الالاف الذين قتلهم كيان يهود بمساعدة وامداد دولي من الغرب المجرم الحاقد على الأمة الإسلامية ويشن عليها حربا صليبية في معظم بلاد المسلمين!! فعن أي محاسبة دولية تتحدث السلطة والقتل والتدمير لأمة الإسلام يتم بغطاء دولي لم يرحم حجرا ولا بشرا ولا شجرا من وحشيتهم الدولية؟! وحواضر المسلمين في الشام والعراق وأفغانستان شاهدة على وحشيتهم الدولية المقيتة؟!
إن الحل الوحيد لقضية الأرض المباركة ليس حلا اقتصاديا ولا حلا يبحث عنه في أروقة الأمم المتحدة، ولا عبر صفقة مالية، بل هو حل تحرك فيه الأمة جيوشها لتحرير الأرض المباركة واقتلاع كيان يهود مرة واحدة وإلى الأبد، حل عرفته الأمة في تاريخها التليد وستسطره من جديد لترتفع راية الإسلام خفاقة على أسوار مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام وقبلة المسلمين الأولى، وآن لأهل القوة والمخلصين أن يتحركوا لتفعيل هذا الحل الشرعي ولتخليص الأرض المباركة من كيان يهود وعبث الأقزام في قضية الأرض المباركة فلسطين.
8-7-2019