تعليق صحفي

كيان يهود يقلقه انهيار السلطة

فهي توفر له الأمن وتريحه من مهامه كمحتل!

حذر جيش كيان يهود الغاصب المستوى السياسي الحاكم في كيانهم، من أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تنهار في غضون ثلاثة أشهر، في حال تواصل التدهور الاقتصادي في مناطقها. (العربي الجديد، بتصرف) وحذر رئيس أركان جيش كيان يهود السابق، غادي آيزنكوت، من أن كيان يهود سيواجه حالة تدهور أمني وسيدخل في مواجهات يومية في حال توقف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية. (عرب 48، بتصرف).

يبدي قادة يهود تخوفهم من انهيار السلطة الفلسطينية لأنهم يدركون مهمتها "المقدسة!" التي باتت لا تخفى على أحد، ورغم كل التراشقات الإعلامية فكيان يهود حريص على بقاء السلطة حرصه على أمنه بل ويعتبر وجودها مصلحة استراتيجية له، وما هذه التخوفات إلا شاهد على ذلك.

كما سبق لكيان يهود التوسط لدى الإدارة الأمريكية لمنع وقف المساعدات الأمريكية للسلطة ضمن قانون محاربة (الإرهاب)، حيث كشفت - في حينه - مصادر عبرية رفيعة بأن رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو تدخل شخصيا لمنع إقرار القانون، حيث طلب من إدارة ترامب تعديل القانون أو إيجاد وسائل أخرى للإبقاء على الدعم الأمريكي للأمن الفلسطيني، يضاف إلى ذلك تهديدات عباس المستمرة بحل السلطة وهو ما يعتبر دليلا بيّنا على مدى أهمية السلطة لكيان يهود المحتل، وإلا لما كان التهديد بحلها ورقة ضغط عليه.

إن هذا الدور المخزي الذي رضيت السلطة أن تلعبه يدل على مدى هبوط ما يسمى بالمشروع الوطني بل تبخره وتحوله إلى ذراع أمني للمحتل! مما يجعل مصيرها مرتبطاً ارتباطا عضويا بالمحتل، وهي الوظيفة التي تنال مقابلها المساعدات المالية الدولية من الدول المسماة بالمانحة، وجراء ذلك باتت تعادي أهل فلسطين وتمثل سيفا مصلتا على رقابهم!

إن أهل فلسطين لم تعد تنطلي عليهم مبررات السلطة ومنظمة التحرير وادعاؤهم السعي لإقامة دولة فلسطينية، وفشلهم الذريع بعد ٢٥ عاما من المفاوضات المهينة، كما باتوا يدركون حقيقة السلطة، وأن وجودها لم يكن يوما لخدمة قضيتهم أو تحرير أرضهم ومقدساتهم! فما كان لكيان يهود والقوى الاستعمارية من خلفه أن يرعوا نشوءها وأن يحرصوا على بقائها لولا ما تقدمه لهم من خدمات "جليلة"!!