تعليق صحفي

رهان عباس على روسيا ضرب من السفه والتضليل السياسي

  أعلن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن رئيس السلطة محمود عباس يستعد لإجراء مفاوضات مباشرة مع رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في موسكو، تلبية لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرا إلى أن هذه القمة ستؤتي ثمارها إذا تم تنظيمها بصورة جيدة.

ما يقوم به عباس ورجال سلطته هو إفلاس سياسي كامل الأركان، فلأجل التغطية على فشلهم السياسي في الوصول لدولة فلسطينية من خلال العملية السلمية على مدى ربع قرن من الزمن، انتقلوا من المسارح السياسية إلى السياحة الحوارية في القارة الأمريكية والأوروبية، التي لم ولن يتمخض عنها سوى اهدار مزيد من ملايين الدولارات.

يحاول عباس من خلال زيارته لموسكو أن يدغدغ مشاعر أرباع وأعشار المثقفين والبسطاء بأنه من الممكن إفشال المبادرات الغربية وخاصة الأمريكية المنحازة ليهود بطرق باب روسيا، هذا على فرض سعيه لإفشالها، وكأننا نعيش في أجواء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي المتناقض في كل الملفات بما فيها ملف القضية الفلسطينية! متناسيا أن أمن يهود يشكل أولوية في السياسة الروسية كما هو الحال بالنسبة للسياسة الأمريكية! فضلا على أن روسيا لا تملك أي أوراق ضغط على كيان يهود على فرض أنها تريد ممارسة ضغوط عليهم.

إن طرق أبواب روسيا لحل قضايا المسلمين بعد طرق أبواب واشنطن هو ديدن الأتباع الذين يبحثون لهم عن سيّد إذا ما تخلى عنهم سيّدهم الأول! فضلا على أن عداوة روسيا للإسلام وأهله وقضاياه لا تقل عن العداوة الأمريكية ولا يجهلها إلا من طمس الله على سمعه وبصره ممن انسلخوا عن أمتهم وتاريخها وحاضرها ورسالتها الخالدة.

إن طريق الخلاص الوحيد من كيان يهود الغاصب لا يكون بالمفاوضات الندية ولا العبثية بل بالعمل في الأمة الإسلامية لتحرك جيوشها لاستئصال هذا الكيان الغاشم، وإن التماس حلول غير هذا الحل هو مضيعة للأوقات ومنهكة للطاقات وتضليل للناس.

2019/5/19