تعليق صحفي

الاستيطان في الضفة يسير بوتيرة متسارعة مقصودة وآلية مدروسة

  نفذت أكثر من ثماني آليات تابعة للمستوطنين تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال أعمال تجريف واسعة في المنطقة الشرقية من قرية جالود جنوب نابلس.

وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة لـ معاً، أن المستوطنين يحاولون تنفيذ مشروع استيطاني كبير على مساحة تزيد عن 8 كم2 من أراضي قرية جالود المصنفة "ج"، والتي أعلن عنها جيش الاحتلال منذ العام 2001 "مناطق مغلقة" عسكرياً أمام الفلسطينيين، وأكد دغلس أن سلطات الاحتلال تمنع أصحاب الأراضي المعلن عنها مناطق عسكرية مغلقة أو "أرض دولة" من دخول أراضيهم ومن ثم تعمل على نقلها للمستوطنين بمساعدة المحكمة العليا حيث صادقت على تطوير الاستيطان فوق أراضي قرية جالود ورغم تقديم أكثر من 15 اعتراضاً على الأعمال الاستيطانية التي تجري في أراضي القرية وكان أخرها بتاريخ 31/1/2019.

يظهر للمتتبع لملف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية وخاصة في الآونة الأخيرة مدى اهتمام كيان يهود بهذا الملف ومسابقة الزمن في بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية وإنشاء مستوطنات جديدة وذلك من باب تقطيع أوصال الضفة الغربية المقطعة ومن باب التضيق على أهل فلسطين والإمعان في حصارهم والدفع باتجاه تهجيرهم للإستيلاء على أرضهم واستقدام مستوطنين جدد.

وهو ما نصت عليه العريضة التي وقعها عشرات من أعضاء الكنيست والوزراء من مختلف أحزاب اليمين في كيان يهود قبل أسبوع حيث نصت العريضة على توطين مليوني مستوطن في الضفة الغربية، وهو ما يفسر هذا التضيق على الناس حول مدن الضفة وفي الأغوار حيث قامت سلطات الاحتلال بإخطار نحو 50 عائلة في الأغواربإخلاء منازلها يوم الأربعاء بحجة التدريبات العسكرية التي تدمر المحاصيل وتجرف الأراضي لدفع الناس لترك قراهم، فمثلاً خلال تدريبات الأسبوع الماضي تم تدمير ما يزيد عن 600 دونم مزروعة بالمحاصيل المختلفة إضافة إلى تجريف نحو 140 دونماً وذلك وفق إحصائية أولية ذكرها مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات لإذاعة "صوت فلسطين".

إن ما يحصل هو رسالة لكل من علق الآمال على المجتمع الدولي في وقف الإستيطان وإزالة المستوطنات لإقامة الدولة الفلسطينية، ورسالة إلى كل من ضل الطريق وتعمد الإمعان في ضلاله فراهن على المفاوضات مع كيان يهود وراهن على مؤسسات دولية تبين زيف عصاها تجاه يهود ومدى غلظتها تجاه المسلمين، رسالة فحواها أنكم في ضلال تعمهون.

 إنّ ما يحصل يوما بعد يوم يؤكد أن الحل يكون بإزالة كيان يهود من جذوره فتنتهي فروعه الخبيثة ومنها الاستيطان، وأن ما دون ذلك هو تضييع للوقت وهدر للتضحيات ومتاجرة بالدماء ومزيد من استجلاب غضب الله من خلال السعي لإرضاء أعدائه ومساعدتهم في تمرير مشاريعهم ومؤامراتهم على حساب الأحكام الشرعية والحلول التي نص عليها الشرع الإسلامي بشكل واضح وصريح.

((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ))

13-2-2019