تعليق صحفي

السلطة فشلت في خداع الناس بقانون الضمان الاجتماعي وافتضح تآمرها على الناس

طالب منسق الحراك المطالب بإسقاط قانون الضمان الاجتماعي صهيب زاهدة وزير الحكم المحلي لدى السلطة الفلسطينية، حسين الأعرج، بالاعتذار عن اتهامه للحراك، وتقديم استقالته، مضيفاً: "سنقوم بتنظيم وقفة احتجاجية على دوار ابن رشد بالخليل للاحتجاج على تصريحاته". وقال زاهدة: "باسم الحراك المطالب بإسقاط قانون الضمان الاجتماعي، وباسم العمال نطالب رئيس السلطة محمود عباس بإقالة هذه الحكومة التي لا زالت تتمادى على العمال وتصفهم بأوصاف لا تليق بمستوى وظيفتهم الحكومية وموقع مسؤولياتهم تجاه أبناء الشعب الفلسطيني". وكان وزير الحكم المحلي د. حسين الأعرج، قد اتهم قيادات الحراك العمالي المطالب بإلغاء قانون الضمان الاجتماعي بأن أحدهم يسكن داخل مستوطنة "كريات أربع". وكالة معا الإخبارية.

إن صلف السلطة ورجالها ظاهر لا تخطئه العين، وهو يعكس العقلية التي ينظر بها هؤلاء إلى فلسطين وأهلها وقضيتها، فهم مدركون تماما أنهم باتوا مرتزقة في مشروع السلطة الاستثماري، وهم لا يألون جهدا في البحث عن المداخل والأعذار التي من خلالها يعظمون مكاسبهم وأموالهم بعد أن نضبت أموال الدول المانحة القذرة أو بدأت بالانحسار، مستغلين بذلك فلسطين وأهلها، وغير آبهين بصورتهم أمام الناس لأنهم مدركون أيضا أن السلطة جاءت وباقية بقرار من الاستعمار والاحتلال، وأن الحديث عن السند الشعبي أو الحاضنة الجماهيرية أمر لا محل له، كيف لا وهم يرون الاحتلال يمرغ أنف السلطة صباح مساء بالتراب بينما لا يهتز لهم جفن وكأن لا دماء في وجوههم.

فقادة السلطة متفقون على نهب أموال الناس وسرقة قوتهم، فهذا ما يبقيهم على كراسيهم الوسخة التي يحتملون من أجلها العار، ويستوي في ذلك الدبلوماسي منهم مع العسكري الذي لا يتقن فن المراوغة، وكانوا يحلمون أن يمر قانون الضمان الاجتماعي بلا ضجة أو إشكالية، بشيء من المداولات والحوارات الشكلية التي لن تلامس الجوهر أو الحقيقة، وبذلك ينهبون أموال الناس ليراكموا ثرواتهم ويعظموا من سرقاتهم فيواصلون المسير في مشروع السلطة الاستثماري على حساب أقوات الناس ومعاشهم في فلسطين، ولكن حالة الوعي التي وصل إليها الناس في ظل سوء الأحوال الاقتصادية التي تسببت بها سياسات السلطة ومشاريعها كانت لهم بالمرصاد.

فدرجة وعي الناس على مؤامرات السلطة وسوء نواياها ومخططاتها الخبيثة صدم السلطة ورجالها، حتى أصاب بعضهم الهذيان فصار يتمتم بأشياء سرعان ما شكلت سبة عليه، وأما الناس فما زالوا في حراكهم سائرين رغم ما يتعرضون له من خذلان من الفصائل والحركات والإعلام والأبواق والمرتزقة، في حالة شكلت لغاية الآن صخرة أمام القطار الذي ظنه رئيس وزراء السلطة قد انطلق.

وبالمحصلة، سواء نجح الناس في إسقاط القانون أم لا، وسواء تراجعت السلطة أم لا، فإنه قد نجح الناس في اكتشاف مؤامرة السلطة عليهم، ونجحوا في فضحها وتعريتها أمام الجميع، وهي إن مضت في القانون فستمضي بقوة السلاح الذي تستمده من الاستعمار والاحتلال، لا بإرادة الناس وأهل البلاد، وسلطة هذا حالها مصيرها الزوال والاندثار ولو بعد حين.

﴿إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ