تعليق صحفي
السلطة أسد على أهل فلسطين، نعامة أمام يهود

في الوقت الذي تدعو فيها منظمة التحرير الناس العُزل للتصدي لممارسات الاحتلال وجنوده، ترى الأجهزة الأمنية مغيبة عن المشهد وكأن الأمر لا يعنيهم، فتضع هذه الأجهزة الأمنية رأسها في التراب كما تفعل النعامة، للتظاهر أنها لا ترى ما يحصل من اقتحامات للمدن ولا ترى آليات جيش يهود تجوب حي الإرسال القريب من المقاطعة ومقرات الأجهزة الأمنية، ومن ثم سفكهم للدماء الزكية، وفي المقابل ترفع السلطة رأسها وتستنفر أجهزتها لمحاربة أهل فلسطين وهم الذين يتصدون لكيان يهود بصدورهم العارية عند اقتحام المدن كما حصل في رام الله ونابلس في مفارقة تبين مدى الانحدار والانحطاط الذي بلغته السلطة وقيادتها وأجهزتها.
فمثلاً يوم الثلاثاء الماضي حولت الأجهزة الأمنية منطقة رئاسة مجلس الوزراء في رام الله إلى ثكنة عسكرية لمنع اعتصام يطالب بإلغاء قانون الضمان الاجتماعي الذي شُرع لسرقة أموال أهل فلسطين، بينما في الليلة ذاتها دخلت قوات يهود رام الله وعاثت فيها فساداً دون أن نسمع للأجهزة ركزا، واليوم في مدينة الخليل استنفرت السلطة أجهزتها واعتدت بشكل همجي على مسيرة خرجت من مسجد الحسين في مدينة الخليل وأطلقت الأجهزة الأمنية الرصاص لتفريق المسيرة واعتدت على المشاركين من شباب ونساء بالضرب بالهراوات واعتقلت بعضهم، بينما في المكان ذاته كانت قوات يهود ليلة أمس تجوب الشارع نفسه دون حسيب ولا رقيب وسط اختفاء للأجهزة الأمنية فيما بات يعرف عند أهل فلسطين بحالة (صفر-صفر) أي اختفاء الأجهزة الأمنية وكأن الأرض ابتلعتهم عند دخول ناقلات جند وآليات جيش يهود.
لقد بات من الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار أن أجهزة السلطة وُجدت للقيام بوظائف محددة وتقوم بها على أتم وجه وهي لا تتعدى هذه الوظائف ألا وهي تصفية قضية فلسطين والمتاجرة بتضحيات أهلها وحماية أمن يهود ومحاربة أهل فلسطين في دينهم وثقافتهم وأرزاقهم جهاراً نهاراً دون مواربة أو حياء، وبات من الواضح أيضاً أن خلاص أهل فلسطين لا يكون على أيدي هذه السلطة الآثمة ومشروعها الاستعماري (مشروع الدولتين) وإنما على أيدي أناس أتقياء يحركون جيوش المسلمين ويستنهضون هممهم لاقتلاع كيان يهود من جذوره وإعادة الأرض المباركة إلى حياض المسلمين.

 

(وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا)
 
2018-12-14