تعليق صحفي

أهل فلسطين يرفعون الصوت في وجه السلطة الساعية لإفقارهم...والسلطة تزداد عداء لهم!

  احتشد الآلاف من أهل الأرض المباركة وخاصة العمال قرب مقر رئاسة الوزراء في رام الله للتعبير عن رفضهم لقانون الضمان الاجتماعي والمطالبة بإسقاط القانون، وقد توافدت الحشود من مختلف مناطق الضفة رغم دعوة رئيس السلطة محمود عباس الأحد كافة الأطراف إلى الحوار من أجل تعديل القانون ورغم محاولة السلطة عرقلتهم ومنعهم من الوصول إلى رام الله كما حصل في مدينة الخليل حيث تم منع الباصات من نقل المحتجين وهو ما دفع هؤلاء المحتجين إلى تنفيذ وقفة احتجاجية على مدخل مدينة الخليل.

وقد برز بشكل واضح من خلال الهتافات واللافتات رفض الناس للقانون والمطالبة بإلغائه دون تأجيل أو تعديل وهو ما يعكس وعي الشارع على خطورة هذا القانون الذي شرع لسرقة أموالهم وقوت عيالهم لصالح السلطة ورجالاتها، ووعي الناس أن الصواب يكمن في المطالبة بالإلغاء وليس التعديل أو التأجيل الذي يسوق له رجالات السلطة والمؤسسات التابعة لها والمتواطئة معها.

ورغم تصاعد الاحتجاجات وارتفاع الأصوات إلا أن السلطة ما زالت مصرة على تنفيذ هذا القانون غير آبهة بمطالب الناس وغير مهتمة بالوضع الاقتصادي المتردي وما قد تؤول إليه الأمور في حالة تنفيذ القانون، وكأنها لا ترى لا تسمع لا تستجيب بل كأن لسان حالها يقول للناس "من أنتم؟!"، وفي نفس الوقت تدعي حرصها على الناس ومصالحهم!! في تعالٍ ممزوج بكذب وخداع واستغفال، وصدق فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت".

إن الفجوة تتسع بين السلطة والناس يوماً بعد يوم، وحقيقة السلطة باتت واضحة أمام الناس دون غبش أو غشاوة؛ فالسلطة التي كانت تدعي أنها جاءت لحمايتهم أصبح الناس يرون بأم أعينهم أنها تحمي المحتل ومستوطنيه ولا تحرك ساكنا إذا ما تعرض أهل الأرض المباركة إلى اعتداء من قبل كيان يهود وجنوده! والسلطة التي كانت تدعي أنها تعمل على تعزيز صمود المواطن باتت تضيق عليه وتخنقه بالضرائب وسوء الخدمات وصعوبة الحصول عليها لدفعه إلى الهجرة والرحيل! والسلطة التي كانت تدعي تحرير الأرض من المحتل تحولت إلى سلطة لنشر الفساد والإفساد والرذيلة والفاحشة وكشف الأعراض والعورات وتقليد المحتل! وها هي الفجوة تزداد بالاعتداء على أموال الناس وعدم الاستماع إلى مطالبهم وها هم الناس يرفضونها ويتهمون قادتها بالسرقة والخيانة.

إن أهل الأرض المباركة ليسوا سذجاً لتنطلي عليهم خدع سمجة ومسرحيات مكشوفة ومبررات كاذبة لتمرير مخططات خبيثة تمثلت في تصريحات رئيس السلطة يوم الأحد: "فكرنا كيف نحمي حقوق عمالنا وصغار الكسبة والفقراء وهذا موجود في كل بلاد الدنيا"وكذلك قوله: "هناك ملاحظات كثيرة عليه وهذا حق لأنه ليس قرآنا فيمكن أن يحصل خطأ لا بد من تصحيحه لذلك قلنا لأصحاب العلاقة تعالوا إلى حوار لنسمع ملاحظاتكم ومواقفكم ونأخذها بعين الاعتبار وعندما نصل إلى نقاط لا بد من تعديلها تعدل وعندما يتم التعديل يكون ذلك بمفعول رجعي"فكان رد الناس اليوم بالمطالبة بإسقاط الضمان لا تعديله.

لقد بات واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار أن أهل الأرض المباركة في واد الصمود والرباط وتحمل الصعاب، والسلطة في واد الخيانة والاصطفاف مع الأعداء ومحاربة الناس، والواجب على الناس أن لا يستكينوا للظلمة وأن يعلوا صوتهم في إنكار المنكر ومنه قانون الضمان الاجتماعي وأن يحذروا من تسرب اليأس والتعب لهم فهذا ما تراهن عليه السلطة بعد أن فشلت في سياسة الالتفاف ومن ثم سياسة الوعيد والتهديد.

2018-11-12