تعليق صحفي

تجدد العدوان على غزة يوجب تحرك الجيوش لتحريرها لا تحرك المفاوضين والوسطاء للهدن!

في خضم الحديث عن هدنة أو اتفاقية مزمعة بين كيان يهود وحركة حماس، وما رافقها من ضجة اعلامية، وفي خضم الشدّ والجذب للوصول لتلك الاتفاقية، قام كيان يهود بتصعيد كبير في قطاع غزة حيث قصفت طائراته عشرات الأهداف فقتلت وجرحت وروعت الناس.

إن هذا العدوان المتكرر والمتزايد على قطاع غزة، إنما هو نتيجة لاستهتار كيان يهود بأهل فلسطين وجراء جري الحكام وراء هذا الكيان المجرم للتطبيع معه وحفظ أمنه وتحقيق مصالحه، لا سيما حكام مصر وقطر وتركيا والسعودية والأردن؛ فمصر التي تقدم كل التسهيلات والضمانات لإنجاح تهدئة في قطاع غزة وفق الأجندات الأمريكية التي تحرك حكامها، كان الأولى بجيشها أن ينقض على قادته، الذين مسخوه وجعلوه يحارب شعبه ويحارب أشباحا تحت مسمى الحرب على  الارهاب، وأن يتحرك لنصرة أهل فلسطين، بدل أن يصبح سلماً وخادماً لمصالح أعداء الأمة الحقيقيين من يهود وأمريكان.

إن دور النظام المصري، في ظل حاكمه الذي كان من أوائل من روج لما يعرف بصفقة القرن، هو دور أمريكي بالوكالة بل بالتبعية في كل قضايا المنطقة السياسية لا سيما قضية فلسطين.

إن استمرار اجرام كيان يهود، يوجب أن يصوّب البوصلة باتجاه تمرد الجيوش على الحكام وتحركهم لإنقاذ فلسطين وأهلها، لا أن يكون تصعيدا تحريكيا للوصول لاتفاقيات لن تخدم إلا كيان يهود وأجندات أمريكا التي اعتادت أن تمرر مشاريعها فوق دماء أهل المنطقة سعياً منها لكسر شوكتهم واستئصال كل من يقف في وجهها.

وحتى المبعوث الأممي لما يسمى بعملية السلام ميلادينوف، الذي حل محل توني بلير، والذي يزعم سعيه لتحقيق مشاريع إنسانية، فإنه تدخل أكثر من مرة لتحقيق تهدئة بين حماس وكيان يهود، وموقفه هو ذات الموقف الأمريكي الذي يسعى لتصفية قضية فلسطين وتحويلها إلى مجرد قضية إنسانية إغاثية.

أما السلطة التي تتباكى حرصا على "المصلحة الوطنية"، فإنها شريكة في الإجرام الحاصل على غزة، بسكوتها وعقوباتها واستمرار تنسيقها الأمني مع كيان يهود دون أن يرف لها جفن وهي ترى طائرات كيان يهود تدك غزة مرات ومرات.

إن ما يرتكبه كيان يهود من إجرام بحق أهل فلسطين، هو رسالة لمن يظن أن مثل هذا الكيان يمكن التعايش معه ولو مؤقتا، فالتعايش معه يعني العيش تحت أقدامه، وما حال السلطة وأزلامها إلا شاهد على ذلك.

لذا  فالأحرى بالفصائل والحركات في فلسطين وخاصة الإسلامية منها، أن تعلم أن أية هدنة مع هذا الكيان المسخ ستعطيه مشروعية جديدة وبصمة إسلامية تقبل بوجوده، في مقابل فتات من الدنيا أو فتات من السلطة!

إن الخطاب الواجب على هذه الحركات أن تُحمّل الأمة وجيوشها مسؤولياتها في تحرير فلسطين بدل حشر القضية في زاوية وطنية ضيقة وبدل التنسيق مع أجهزة مخابرات لأنظمة لا ترقب في مؤمن الاً ولا ذمة.

(وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ)

9/8/2018