تعليق صحفي
الواجب على الأزهر وعلماء الأمة التحريض على القتال
لتطهير الأقصى وتحرير فلسطين
ندد الأزهر باستعراض السفير الأمريكي لدى كيان يهود ديفيد فريدمان، صورة لمدينة القدس يظهر فيها "الهيكل المزعوم" مكان المسجد الأقصى، محذرا "دونه أرواح المسلمين"، وفق بيان. ووصف الأزهر هذا الاستعراض بأنه "تصرف غير مسؤول في إطار استمرار الاستفزازات الصهيوأمريكية لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم". ولفت إلى أن "مثل هذه التجاوزات المقيتة لن تغير من التاريخ شيئا، وستبقى القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وسيبقى المسجد الأقصى دونه أرواح المسلمين".(وكالة الأناضول)
لقد كان حرياً بالأزهر وعلماء الأمة ألا يكتفوا بمجرد الاستنكار وصياغة العبارات الخبرية دون الإنشائية، وكان واجبهم الصدع بالحق وتبيانه والدعوة لتحريك الجيوش لتحرير الأرض المباركة وتطهير المسجد الأقصى من دنس المحتلين وحمايته من عبث المفسدين. فذلك واجب العلماء إذا ما أصاب الأمة خطب أو اعترتها فتنة أو غزاها عدو.
لقد كان واجباً على الأزهر، وهو في بلد يقيم علاقات دبلوماسية مع كيان يهود المجرم الذي يخطط لهدم الأقصى، أن يوجه نداءه إلى وجهته الصحيحة، فيدعو حكام مصر لإلغاء اتفاقية العار (اتفاقية كامب ديفيد) وإلى تحرك جيش الكنانة ليستعيد دوره إبان حطين وعين جالوت، فيتحرك من فوره لتحرير الأرض المباركة فلسطين.
لكنّ علماء الأزهر، وبقية علماء السلاطين، أخلدوا إلى الأرض ورضوا بالدرهم والدينار وانساقوا وراء أوامر الحكام، فغطوا على الحق وبات المحكم لديهم متشابهاً، والمفصل مجملاً!!
فهل يخفى على مشيخة الأزهر قول الله تعالى: ﴿وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ﴾ وانطباقه على مسألة احتلال اليهود للأرض المباركة فلسطين؟! أم يخفى عليهم قول الله تعالى: ﴿لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وانطباقه على موالاة الحكام لأمريكا التي تشجع يهود على تدنيس الأقصى بل هدمه؟!
إن توجيه الأزهر خطابه للعزّل دون الحكام والجيوش هو خيانة لأمانة العلم وللميثاق الذي أخذه الله على العلماء، كما أن إقراره الضمني بحل الدولتين تشريع للتفريط بالأرض المباركة فلسطين ورضاً بقرارات "الشرعة" الدولية دون حكم الإسلام الذي يوجب القضاء على كيان يهود ويحرم الاعتراف باحتلاله لأي جزء من الأرض المباركة.
نعم إن جيوش المسلمين يجب أن تتحرك نصرة للأقصى ونصرة لدماء المسلمين التي تراق في فلسطين وفي الشام وغيرها، وأن تفديهم بالغالي والنفيس، لا أن تبقى مكتوفة الأيدي أو أن تكون أداة بيد الحكام يتخذونها وسيلة لتنفيذ مخططات أسيادهم المستعمرين.
فهلاّ استعاد العلماء مكانتهم في الأمة؟! هلاّ كانوا خير خلف لخير سلف يصدعون بالحق ويرشدون الأمة لسبيل عزتها وطريق نهضتها ويحرضون جيوشها على القتال في سبيل الله؟! فإن فعلوا ذلك كانوا روّاداً في الأمة، وإن اختاروا سبيلاً آخر فقد ضلوا وأضلوا.
﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾