تعليق صحفي

القمة "الإسلامية" تتآمر على غزة والقدس وتستجلب احتلالا دولياً لفلسطين!

  دعا بيان القمة "الإسلامية" في إسطنبول إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني. في حين طالب أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين بتشكيل لجنة خبراء مستقلة للتحقيق في الجرائم "الإسرائيلية" المرتكبة على حدود غزة، ودعا كافة الأطراف الفاعلة إلى "الانخراط في رعاية عملية سياسية متعددة الأطراف في إطار زمني محدد، وعلى مبدأ إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

تحت ستار نصرة غزة والقدس، يصر الحكام على المضي قدماً في تضييع فلسطين وخذلانها واسلامها لأعداء الأمة؛

فبدل التحرك الجاد لنصرة المستضعفين من أهل فلسطين، وبدل تحريك الجيوش لإنقاذ مسرى رسول الله من المحتلين، يلجأ المشاركون في القمة "الإسلامية" إلى استجلاب احتلال دولي جديد بذريعة حماية أهل فلسطين! فكانوا بذلك في قمة العجز بل في قمة الخيانة؛ إذ كيف لـ57 دولة تمتلك ملايين الجنود لو تحركوا نحو فلسطين لهزوا أركان كيان يهود ولنصروا بالرعب، كيف لهذه الدول أن تلجأ إلى الدول الغربية ومؤسساتها الاستعمارية لطلب حماية أهل فلسطين من شرذمة قليلين؟! ثم أليست هذه الدول الغربية ومؤسساتها الاستعمارية هي من شرعت احتلال يهود لفلسطين وهي من رعت جرائمهم طوال عقود، فهل يستجار من الرمضاء بالنار؟! ثم أي سخف هذا الذي يطالب بلجنة تحقيق دولية للتحقيق في مجزرة غزة وقد قتل أهلها عبر بث حي ومباشر، فهل الحقيقة الساطعة كالشمس تحتاج للجان تحقيق؟! ومن ثم ماذا سيتمخض عن هذه اللجان وماذا يمكن أن تحقق لأهل فلسطين؟!

إن دعوة القمة لاستئناف عملية سياسية قائمة على حل الدولتين هو إصرار من الأنظمة على التبعية وخدمة الأجندات الاستعمارية، وهي باستمرار اسقاطها لخيار التحرك العسكري، تشجع المحتل على المضي بجرائمه وإساءة الأدب.

إن جعل القمة إنصاف أهل فلسطين برسم المحكمة الجنائية هو خذلان لهم وتنصل من مسؤولية الدفاع عنهم رغم تشدق الحكام الكاذبين بحب فلسطين وأهلها.

إن التحرك العملي والجاد لنصرة أهل غزة والقدس وفلسطين يمر عبر بوابة العمل العسكري بتحريك الجيوش لاقتلاع كيان يهود، وهو ما لا يستطيعه الأقنان، فعلى الأمة ان تجعل من اسقاط هذه الأنظمة أولوية لها لتتخلص من الارتهان للمستعمر وتفك قيود التبعية وتستعيد سلطانها وزمام أمرها فتتحرك لتحرير بيت المقدس وكل بلاد المسلمين المحتلة.

19-5-2018