تعليق صحفي

المستجير بالدول الاستعمارية كالمستجير من الرمضاء بالنار!

قال رئيس السلطة محمود عباس الذي زار بروكسل سعيا للحصول على دعم الأوروبيين، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لكيان يهود: "أوروبا شريك حقيقي للسلام في المنطقة، ونطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين سريعا". وأضاف: "الاعتراف لن يكون عقبة في طريق المفاوضات للوصول إلى سلام". وتابع: "ما يشجع الشعب الفلسطيني على المحافظة على الأمل هو أن هناك سلاما آتيا، والطريق ستكون مفتوحة له، ويشجع الناس على التمسك بثقافة السلام". وأوضح أن "بعض العقبات قد تحصل، كالتي سمعناها أخيرا من هنا أو هناك. لكن هذا لن يثنينا عن الاستمرار في الإيمان بأن الطريق الوحيد للوصول للسلام هو المفاوضات بيننا وبين (إسرائيل) تحت الرعاية والمشاركة الدولية". (جريدة النهار- بتصرف)

 

وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:

•   إن التمرغ في أحضان المستعمرين لن يمثل مخرجاً للسلطة وقادتها بل سيكون وبالاً عليهم في الدنيا والآخرة، فأوروبا وأمريكا قوى استعمارية، يمكن أن تختلف في رؤيتها للحل وفقا لمصالحها ونفوذها في المنطقة، لكنها جميعا تتفق على معاداة المسلمين والحرص على يهود ولا ترى غضاضة في التخلي عن أدواتها ورجالاتها عند أدنى مفترق طرق، لذا فلئن ظن قادة السلطة أن أوروبا ستمد لهم حبل النجاة أو ستجلب خيرا لفلسطين وأهلها فهم واهمون، وأوروبا بانتدابها واحتلالها لفلسطين ووعد بلفورها وبنائها لمفاعل ديمونا ورعايتها لكيان يهود في مهده، ليست أقل جرما من أمريكا، ومن يستجير بها كالمستجير من الرمضاء بالنار.

•   إن من التضليل والبهتان العظيم الادّعاء بأن أهل فلسطين يَحدُوهم الأمل بالسلام المزعوم مع من يحتل أرضهم المباركة ويدنس مسرى نبيهم ويقتل ويعتقل ويدمر صباح مساء، بل الحق الذي لا يغفل عنه إلا أعمى البصر والبصيرة، هو أن أهل فلسطين وكل المسلمين يتطلعون لتحرير فلسطين كاملة وتطهير الأقصى من رجس المحتلين، فهم يتطلعون بشوق لعين جالوت وحطين ثانيتين، لا إلى كامب ديفيد أو أوسلو ثانية، وهي آتية بلا ريب.

•   إن الإصرار على التمسك بنهج المفاوضات الاستسلامية رغم الفشل السياسي الواضح، ورغم الصفعات المدوية التي تلقتها السلطة من يهود ومن أمريكا، هو إصرار على الخيانة وتنكر للأمة ودينها ومقدساتها، وهذا الإصرار لن يجلب لصاحبه سوى الخزي في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأخزى.

•  مهما ضلل المتآمرون وروجوا للحلول الزائفة وتشبثوا بقرارات الأمم المتحدة الاستعمارية، سيبقى الحل الوحيد لقضية فلسطين هو تحريرها واقتلاع كيان يهود منها، وسيبقى في أعناق جيوش الأمة واجب التحرك لتحقيق هذا الفرض، أما ما سوى ذلك فهو سراب بقيعة وأشبه بالنفخ في قربة مثقوبة، فحل الدولتين كالحل الإقليمي باطل وتحقيق السلام محال.

26-1-2018