تعليق صحفي

منظمة التحرير وكرٌ للمتآمرين والمفاوضين وطريق للتفريط بفلسطين!

  في اطار الاستعدادات لعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير ودعوة حركتي حماس والجهاد لحضوره، نقلت صحيفة الحياة اللندنية عن استعداد حركة حماس لجعل سلاحها تابعا للقيادة السياسية لمنظمة التحرير!

رغم أن حركة حماس باتت تتجه أكثر نحو نوال الشرعية الدولية، التي خطتها أيادي الكافرين المستعمرين، والتي لم تنصف مظلوما أو ترجع حقا لصاحبه، وذلك إثر تعديل ميثاقها السياسي إلى وثيقتها السياسية التي أعلنت عنها قبل شهور، ها هي اليوم –للأسف- تخطو خطوة أخرى باتجاه دخول منظمة التحرير، سعيا لاكتساب هذه الشرعية بوجودها وبحقها السياسي، تلك المنظمة التي عدلت ميثاقها لترضي المستعمرينبحضور كبيرهم آنذاك الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون!

إن هذا الاعلان الصادم ليس حنكة سياسية بقدر ما هو انصياع للضغوط التي مورست عليها منذ امسكت بسلطة في ظل الاحتلال واشتدت عليها في الآونة الأخيرة، وإلا كيف لها -وقد قدمت الأثمان الباهظة من دماء مجاهديها وعناصرها وشهداء الإعداد والأنفاق وغيرهم- أن تقبل بوضع سلاحها تحت تصرف أيد خائنة ترتجف عندما تخاطب وتنسق مع كيان يهود، وتشتد عندما تفرض العقوبات والجباية على شعبها؟!

إن دخول المنظمة التي ما أنشئت إلا لغرض التفريط بفلسطين يعد خطيئة سياسية وسيقود صاحبها إلى الإقرار بجرائمها مهما ادعى الحنكة والمهارة والمراوغة السياسية، فالمنظمة قد أسست على شفا جرف هار من أول يوم فكانت كمسجد الضرار وحقها الهدم لا الاعمار. وما يحصل اليوم مع رئيس السلطة، الذي دافع عن يهود وسعى لإنهاء عذاباتهم، وسعيهم للبحث عن بديل له رغم كل ما قدمه لهم من خدمات، خير مثال على عاقبة من يسير في هذا الطريق في الدنيا قبل الآخرة.

لذا فإن واجب المخلصين والغيورين من حركات المقاومة أن يرفضوا الانضمام لمنظمة التحرير علاوة على وضع سلاحهم تحت تصرفها، وأن يبقوا شعلة الصراع متقدة حتى يأذن الله بتحرير هذه الأرض المباركة لا أن يكونوا جزءاً من مخطط التفريط بها.

6/1/2018