صلف أمريكا وعنجهية يهود وتفريط السلطة

بعد قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لكيان يهود الملعون، وبعد تهديده لرجال السلطة إن لم يعودوا للمفاوضات بقطع المعونات الأمريكية لوكالة الغوث، اعتبر أحد وزراء كيان يهود بأن وكالة الغوث هي منظمة إرهابية، فيما كانت الرئاسة الفلسطينية، ردت على التصريحات الأمريكية الأخيرة بشأن وقف الدعم للأونروا قائلة إن “مدينة القدس ومقدساتها لليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة”.

ان التهديدات الأمريكية بعد قرار ترامب الأخير، بدءا بالتهديد بقطع المساعدات للسلطة، وانتهاء بالتهديد بوقف التمويل الأمريكي لوكالة الغوث والتي هي بديلة عن إضاعة الحقوق وتهجير أهل فلسطين، جاءت تصريحات وزير كيان يهود، لتضيف بعدا جديدا تجاه الوكالة الدولية لإغاثة اللاجئين.

فتصريحات ترامب وأركان إدارته تعكس حجم الصلف الأمريكي، وحجم التبجح الدولي، في الوقت الذي ينحني قادة بلاد العرب والمسلمين لأمريكا، ويسارعون في خدمة سيدهم وإبرام اتفاقيات تدعم اقتصاده ورؤيته "أمريكا أولا".

وبالرغم من أن الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة وجدت لضمان سيطرة الدول الكبرى على العالم، ولم تنصف مظلوما أو تعط حقا، إلا أن استمرار هجوم قادة كيان يهود على وكالة الغوث تحديدا إنما يأتي في سياق محاولتهم تصفية قضية فلسطين وتبعاتها.

فقضية اللاجئين وما يعرف بحق العودة، ارتبطت ببقاء هذه المنظمات الدولية، ويسعى كيان يهود إلى تصفية قضية فلسطين ومنها قضية اللاجئين، وهم يتناغمون مع أمريكا وإدارة ترامب، بل ويرون في حكام المسلمين خداما لهم، لأنهم يرونهم لا  يدافعون عن مظلوم ولا ينصفون القدس ولا يعملون لتحريرالمسرى والأسرى.

وأما السلطة التي تدعي أن القدس ومقدساتها ليست للبيع فإن الواقع يكذبها لأنها باعت القدس الغربية ومعظم فلسطين لليهود مقابل أموال المانحين الملوثة، وهي ما زالت تبحث عن راع جديد للمفاوضات يأخذ بيدها من سنوات التيه في صحراء عملية السلام التي تقدم فيها معظم فلسطين لكيان المغضوب عليهم، بينما يصر يهود على توحيد القدس عاصمة لدولتهم، والسلطة تصر على تقسيمها والتفريط بمعظمها.

5/1/2018