الخميس 19 ربيع الأول 1439 هـ                                        7/12/2017 م                                    رقم الإصدار:خ ب/ص - 1439/2

 

بيان صحفي

الرد الوحيد على ترامب هو تحريك الجيوش وتحرير القدس واجتثاث كيان يهود

أعلن الرئيس الأمريكي ترامب يوم أمس الأربعاء 6/12/2017 أن القدس عاصمة لكيان يهود إضافة لاتخاذ الإجراءات لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فيما اعتبر رئيس السلطة عباس أن هذه الإجراءات تشكل تقويضاً متعمداً لجميع الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام، وتمثل إعلاناً بانسحاب أمريكا من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام.

لقد عانت الأمة الإسلامية حول العالم الويلات من جرائم أمريكا المتكررة في جميع مناحي الحياة، فاحتلت أجزاء من البلاد الإسلامية عسكريا وقتلت مئات الآلاف وشردت الملايين، وهيمنت على معظم بلاد المسلمين عسكريا وسياسيا وأمنيا واقتصاديا، ما جلب على الأمة الشقاء وضنك العيش وفقدان الأمن والأمان...

وفي الأرض المباركة فلسطين فإن أمريكا أضافت جريمة جديدة إلى جرائمها بحق فلسطين وأهلها من خلال إعلان ترامب أن القدس عاصمة لكيان يهود الغاصب لكل أرض فلسطين، وما يشكله هذا الإعلان من تعزيز للاحتلال واستمرار للدعم الأمريكي المالي والعسكري والسياسي لكيان يهود المحتل، وهو ما يوجب تعزيز قناعات الأمة بأنّ أمريكا هي عدوها والخصم اللدود الذي يمكر بها ويكيد لها بالليل والنهار، ويوجب كنسها وإغلاق سفاراتها والقضاء على كل نفوذها ومواطن هيمنتها في العالم الإسلامي.

ما كان لأمريكا أن تتجرأ على هذا العداء لأمة الإسلام لولا الخنوع المذل الذي يبديه الحكام المجرمون والسلطة العاجزة أمامها، لا بل أكثر من ذلك فإنهم فتحوا لها البلاد وساندوها ماليا وعسكريا في حروبها على الأمة وجعلوها الوصية على قضايا المسلمين كافة ومنها قضية الأرض المباركة فلسطين لتصفيتها لصالح ربيبها كيان يهود المحتل، فهؤلاء الحكام ومنهم رئيس السلطة الذين يتباكون على القدس المباركة بالشجب والاستنكار فقط، هم سبب ضياعها وسبب الهوان الذي وصلنا إليه، بحيث يخرج علينا علج أمريكي وقح ليجعلها عاصمة لكيان يهود الإرهابي، وكأنها مزرعة من مزارعه غير آبه بالحكام الرويبضات الذين دانوا له بالولاء وقدموا له مراسيم الطاعة والخنوع.

إن أهل فلسطين بوصفهم جزءاً من الأمة الإسلامية المالكة الحقيقية لأرض فلسطين، يدركون تماما أن أمريكا هي العدو الأصيل وما كيان يهود إلا ابنها المدلل الذي ترعاه وتحرص عليه، ولذلك لم تركن هذه الأمة يوما لأمريكا ولم تفوض السلطة الفلسطينية والحكام ليتنازلوا عن شبر من أرض فلسطين المباركة، لأن فلسطين جزء من عقيدتها ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾.

وقد أدركت الأمة أن حكامها عبيد لأمريكا وأنذال يتآمرون عليها، وهي تتطلع إلى الحل الجذري لقضية فلسطين الذي هو تحريك جيوش الأمة المهللة المكبرة لتحرر القدس وكافة أرض فلسطين وتقضي على كيان يهود، بل أكثر من ذلك، إن الأمة وفي مقدمتها حزب التحرير تسعى بشكل حثيث لاستعادة سلطان الإسلام وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستنهي نفوذ أمريكا وهيمنتها من البلاد الإسلامية، بطردها وإرجاعها إلى عقر دارها وراء البحار وتخليص العالم من شرورها وإن هذا لكائن قريباً بإذن الله وأنف أمريكا والغرب راغم.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين