يأتي عيد الأضحى المبارك هذا العام ولا زال شلال الدم في غزة الحبيبة يتعاظم، ولا زالت المعاناة والإبادة والمجاعة مستمرة، ولا إمام للمسلمين يقاتل من ورائه ويتقى به، ولا خليفة يحفظ البيضة ويدافع عن الحرمات وينتقم للحرائر العفيفات ويطهر المقدسات ويعيد العزة.

أيها المسلمون: عيدكم  وحالكم هذا يذكركم بأن حياتكم كلها تفتقر لخليفة يرعاكم، لأمير للحج يقودكم لطاعة الله ورضوانه ويقيم فيكم شرعه وأحكامه، ولأمير للجهاد يقودكم في ساحات النصر والفتح المبين، ولأبي العيال الذي يحمل همّكم فلا يطمئن وفيكم خائف ولا يشبع وفيكم جائع، ولا يرقد وفيكم مشرد، حياتكم  تفتقر لمن يعيد لكم سيرة المجد والعزة سيرتكم الأولى سيرة خير أمة أخرجت للناس.

أيها المسلمون: لقد أثبتت حرب غزة بالبرهان الحسي أن أس الداء والبلاء هي الأنظمة الجاثمة على صدوركم، فهي من تحمي عدوكم وتمد له طوق النجاة، وهي من تقيد تحرك جيوشكم عن نصرة المستضعفين في غزة، وهي من تجوعكم وتضيق عليكم أسباب معيشتكم، بل تضيق عليكم طاعاتكم وحجكم وتضن بمال المسلمين عنكم بينما تنفقه في اللهو والفجور وخدمة مشاريع المستعمرين وسد عجزهم!

إن بقاء هذه الأنظمة يقود إلى مزيد من الضياع، ومزيد من إراقة الدماء، ومزيد من العبث بالدين، ولا سبيل للعزة أمامكم إلا بإزالتها وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على أنقاضها، الخلافة التي تنصر المسلمين وتنتصر لدمائهم وحرماتهم، الخلافة التي تحرر أقصاكم وتنتقم ممن آذاكم وقتلكم وشردكم. بذلك وحده تعزون وتنصرون وتفوزون في الدنيا والآخرة، ولمثل هذا فليعمل العاملون.

وتقبل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم بخير ونصر وعزة وتمكين

15/6/2024