يحل على المسلمين شهر مبارك كريم، أنعم الله فيه عليهم بنعمة عظيمة، فجعله شهر البركات والمغفرة، وتعظيم الأجور، والعتق من النار، وحق لأمة الإسلام أن تستبشر بهذا الشهر الكريم خيرا، فنسأل الله عزوجل أن يتقبل منهم الصيام والقيام، والطاعات والقربات، وأن يتقبل من أهل غزة والأرض المباركة، الصبر والتضحيات، وأن يمن عليهم بفرج عاجل، ونصر قريب، إنه تعالى نعم المجيب وهو على ما يشاء قدير.

 إن شهر رمضان هو خير الشهور، يستبشر المسلمون فيه برحمة الله وأجره وعفوه، ولطالما كان عبر التاريخ شهر النصر والفتوحات، كما هو شهر الصوم والطاعات، ولكنه يأتي هذا العام، وفي القلب ألم وغصة، فها هي الأرض المباركة تنزف، ومسجدها الأقصى تطفأ قناديله، ويعيث فيه الأنجاس، وتقيد فيه الصلوات، وها هي غزة المحاصرة تحت النيران والإبادة، هدمت بيوتها، وأهلها في الخيام، وأطفالها جوعى سيصومون نهارهم دون لقمة يفطرون عليها، وإن وجدت فدونها ذل وقتل.

أيها المسلمون:

 إن كان رمضان هو خير الشهور، فإنكم خير أمة أخرجت للناس، ودينكم الإسلام، هو دين الله الكامل ونعمته التامة، ولكن حكامكم قد طمسوا هذه الخيرية من أن تظهر، وعطلوا نعمة الله، عندما عطلوا دينه وشرعه من التطبيق، فأحلوكم دار الهوان والاستضعاف،  ولقد فرق هؤلاء الحكام في دين الله عندما فرقوا بين عبادة الله ووحدة الأمة، والله تعالى يقول (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، وفرقوا بين قوله (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) وقوله (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَال)، تماما مثلما فرقوكم بالحدود المصطنعة، ومنعوكم من نصرة أنفسكم كما في غزة، واستبدلوا بالنصرة الخذلان وبعزة الإسلام الذل والهوان. وقد آن لكم أن تأخذوا على أيديهم، بل تأخذوا سلطانكم من أيديهم، لتقيموا خلافتكم، وتطبقوا شرعكم، وتحرروا أرضكم وأقصاكم.

وأما أنتم يا هل الأرض المباركة:

فعسى الله عزوجل أن يهلك عدوكم المتهالك، ويتبر علوه، وأن يتقبل منكم في شهركم هذا طاعتكم، وصبركم وثباتكم، وأن يجعل نصركم قريبا، فإنكم بإذن الله على موعد مع النصر والتحرير، وخلافة على منهاج النبوة، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين

10/3/2024