LogoHT3

الأربعاء 25/ شوال 1443هـ                                                               25/5/2022م                                                         رقم الاصداؤ: ب/ص - 16/1443

قام وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بزيارة إلى كيان يهود اليوم الأربعاء، التقى فيها بوزير خارجية الكيان، كما عقد أوغلو لقاء ثنائيا على مستوى الوفود لبحث العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية وعالمية، وقد زار أوغلو رام الله أمس الثلاثاء واجتمع بقيادة السلطة ووزير خارجيتها، وكان من ضمن ما قاله هناك "... سنواصل التنسيق مع الجانب الفلسطيني بخصوص تطبيع العلاقات مع (إسرائيل)، ودعمنا القضية الفلسطينية بشكل منفصل عن علاقاتنا مع (تل أبيب)...".
وفي زيارة مستنكرة قام أوغلو بزيارة المسجد الأقصى الأسير تحت حراب الاحتلال، بدل أن يدخله مع الجيش التركي أحفاد العثمانيين وحماة الأقصى محررين مكبرين!
تأتي هذه الزيارة على وقع التنكيل اليومي والإجرام المتزايد لكيان يهود، وسفكه لدماء أهل فلسطين، تلك الدماء التي باتت لا تجف والتي لا يفرق فيها يهود بين الرجال والنساء ولا بين الشيوخ والأطفال، ويأتي أوغلو مطبّعاً في ذروة التنكيل وهدم البيوت، والاعتقالات وانتهاك المقدسات والاقتحام، ومسيرات الأعلام، وهكذا تمضي مسيرة النظام التركي مسارعة نحو التطبيع المذل شأنها شأن بقية الأنظمة الخائنة لله ورسوله والمسلمين، فهذه الزيارة المنكرة تعبر عن حقيقة النظام التركي المتآمر وهي لا تختلف عن دوره القذر في سوريا الذي من خلاله تم تثبيت عدو الله بشار ونظامه الإجرامي.. فهل أصبحت تركيا أردوغان أداة بيد أعداء الإسلام ينفذون من خلالها ما يعجزون عن تنفيذه بأيديهم؟!
وإننا إزاء هذه الزيارة الآثمة نؤكد على التالي:
أولاً: إن المسارعة في التطبيع مع كيان يهود بهذا الشكل المخزي من جانب حكام تركيا والأنظمة الخائنة في ظل الأعمال الإجرامية التي يقوم بها كيان يهود، إنما هي شكل من أشكال العدوان والتآمر والتحريض على فلسطين وأهلها ومقدساتها، وإغراء لكيان يهود للقيام بالمزيد، وهي رسالة تعطيه الضوء الأخضر للاستمرار في جرائمه.
فتهافت تلك الأنظمة الذليلة تجاه التطبيع مع كيان يهود وهو يمعن في أهل الأرض المباركة قتلاً وتشريداً وهدماً للبيوت وتدنيساً للمسجد الأقصى بشكل يومي هو خيانة ما بعدها خيانة.
ثانياً: إن هذا التطبيع المخزي إن دل على شيء فإنما يدل على أن تلك الأنظمة منفصلة تمام الانفصال عن الأمة، وهي ليست من جنسها أبدا، ففي الوقت الذي تتطلع فيه الأمة إلى الخلاص من هذا الكيان، وقد باتت تستشعر حقيقة هشاشته وقرب زواله، تأتي هذه الأنظمة لتمده بشيء من القوة من خلال علاقاتها الآثمة معه، وفي الوقت الذي ترى فيه الأمة مصلحتها بزواله، ترى تلك الأنظمة مصالحها وأمنها وتجارتها وبقاءها في وجوده والعلاقة معه، وذلك في تناقض تام مع مصلحة الأمة وما تقتضيه.
ثالثاً: إن بناء العلاقات بين تركيا وكيان يهود على أساس المصالح المشتركة المزعومة، إنما يعني الحفاظ على تلك المصالح، أي المحافظة على كيان يهود وديمومته، وإمداده بأسباب الحياة والبقاء، وهكذا نرى هذه الأنظمة الخائنة لله ورسوله تربط مصالحها به ووجودها بوجوده، وهم لا يدركون أنهم في الوقت ذاته يربطون زوالهم بزواله، وأنهم لا يستجلبون بخيانتهم تلك إلا غضب الله والخسران المبين!
رابعا: لقد أسمع المصلون في المسجد الأقصى صوتهم وإنكارهم لزيارته الذليلة، لقد أسمعوه أن المسجد الأقصى لا يستقبل المطبعين والمتخاذلين وإنما يستقبل المجاهدين والفاتحين، أسمعوه دعوتهم للمجاهدين في الجيش التركي ليقوموا بواجبهم تجاه مسرى رسول الله ﷺ، فهل سينقلها إلى الجيش التركي نقية كما سمعها؟! وهل سينقل الإعلام التركي هذه الرسالة إلى المسلمين في تركيا؟!
خامساً: في خطوة مخزية وضع مولود أوغلو وزير الخارجية إكليلاً من الزهور على نصب الشعلة تكريماً لقتلى اليهود! ولكن ماذا عن موقفه من شهداء المسلمين الذين قتلهم كيان يهود؟! أليس هؤلاء الشهداء يستنهضون جيوش المسلمين للجهاد في سبيل الله واقتلاع كيان يهود من جذوره؟!
وفي الختام:
إن ما نراه من تطبيع مذل من الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين، ومن خذلان للأمة وقضاياها، والانبطاح أمام أعدائها واتخاذهم أولياء، إنما هو نتيجة طبيعية لوجود تلك الأنظمة العلمانية عقب هدم الخلافة التي حافظت على فلسطين وحفظتها كما يحفظ العضو من الجسد، ولئن كان أوغلو يمثل نظام تركيا العلمانية عندما يأتي إلى فلسطين ذليلا تحت حراب الاحتلال وخاذلا لها ومطبعا، إلا أن المسلمين في تركيا والجيش التركي يتوقون للعزة ومواقف العزة، يتوقون للجهاد في سبيل الله وتحرير المسجد الأقصى مثل العريف حسن الإغدرلي آخر جنود الحامية العسكرية العثمانية الذي مات مرابطاً محافظاً على واجبه في المسجد الأقصى، وهذا يمثل الفرق بين الدول العلمانية المصطنعة وبين دولة الخلافة، القائمة قريبا بإذن الله لتزيل أنظمة التطبيع وتزيل كيان يهود الهش وتريح الدنيا من شروره.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾



المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة – فلسطين