السبت 03 جمادى الآخرة 1442 هـ                                  16/1/2021 م                                     رقم الإصدار: ب/ص- 07/1442

بيان صحفي

الانتخابات الفلسطينية محاولة بائسة لتجديد شرعية السلطة المهترئة

وطريق التحرير هي استنصار الأمة وجيوشها للجهاد في سبيل الله

 

أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مساء أمس الجمعة، مرسوما رئاسيا بشأن إجراء الانتخابات العامة على ثلاث مراحل، وبموجب المرسوم ستجرى الانتخابات التشريعية بتاريخ 22/5/2021، والرئاسية بتاريخ 31/7/2021، على أن تعتبر نتائج انتخابات المجلس التشريعي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، على أن يتم استكمال المجلس الوطني في 31/8/2021 وفق النظام الأساس لمنظمة التحرير الفلسطينية والتفاهمات الوطنية، بحيث تجرى انتخابات المجلس الوطني حيثما أمكن.

 

إن المتابع لمجريات الأحداث والعالِمَ بحقيقة السلطة وقادتها يدرك أن قرار إجراء الانتخابات، على فرض جديته، ليس قراراً ذاتياً بل متطلب دولي لتجديد شرعية السلطة ومنظمة التحرير من بعدما بليت وتلاشت وظهر للقاصي والداني حجم الهوة بين السلطة والمنظمة وبين أهل فلسطين.

 

إن تجديد شرعية السلطة ومنظمة التحرير يهدف للتوطئة لاستئناف السير في المشاريع الغربية الاستعمارية والعودة للمفاوضات - شريان حياة السلطة - مع قدوم إدارة أمريكية جديدة تحسب نفسها كسابقاتها قادرة على تصفية القضية وفق رؤيتها ومخططاتها الاستعمارية.

 

إن الانتخابات متطلب للمفاوضات والتنازلات لا للتحرير والمقاومة، فالهدف من هذه الانتخابات، إن حصلت، هو إفراز قيادة منتخبة تفاوض على ما تبقى من فلسطين، تلك المفاوضات العبثية التي ستدور في حلقة مفرغة يتلهى بها المفاوضون ومن هم على نهجهم وفي المقابل يتوسع الاستيطان ويتعزز وجود كيان يهود في الأرض المباركة.

 

وإن الواقع السيئ الذي تمر به قضية فلسطين مردّه إلى خيانة الأنظمة في بلاد المسلمين وما اقترفته منظمة التحرير من اتفاقيات العار، ولن تحل قضية فلسطين بمواصلة السير في الطريق نفسه، فلا يلدغ مؤمن من جحر واحد مرتين.

 

إن حجم الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها السلطة ومنظمة التحرير على أهل فلسطين بسيرها وفق المخططات الغربية وتفريطها بالأرض والعرض والمقدسات، يوجب على أهل فلسطين التبرؤ من أية عملية سياسية مزعومة، ويوجب عليهم رفض كل المشاريع الغربية الاستعمارية مهما كان شكلها أو رسمها، فكل الاتفاقيات التي قامت على أساس حل الدولتين هي اتفاقيات باطلة شرعا والسير فيها خيانة لله ورسوله ومسرى رسوله ﷺ، وقد لمس الناس وعاينوا أن السلطة ليست سوى أداة خبيثة مجرمة بيد الاستعمار تبطش بأهل فلسطين وتحارب دينهم وتغذ الخطا نحو تصفية القضية وتمكين الاحتلال.

 

إن هذه الانتخابات ستجري على أسس "السلام" والتفاوض مع المحتل، ولن تجري من منطلق تحرير مسرى رسول الله ﷺ والدعوة لاجتثاث كيان يهود من كامل الأرض المباركة، وهو ما يوجب رفضها بل نبذها باعتبارها خطوة نحو مشاريع التصفية.

 

إن قضية فلسطين هي قضية الأمة الإسلامية ولم تكن يوماً قضية منظمة فاسدة مفسدة مرتهنة للمستعمرين، وإن الأرض المباركة التي ترزح تحت احتلال غاشم لا حل لها سوى بتحريرها كاملة وبردّها إلى حياض الأمة لتعود درة تاج بلاد المسلمين كما هي مهوى أفئدتهم اليوم، وقد حرص كيان يهود والدول الغربية معه على فصل قضية فلسطين عن الإسلام والأمة الإسلامية، والدول العربية ومعها السلطة الفلسطينية تعمل على تكريس هذا الفصل ليبقى كيان يهود في أمن وأمان، ولذلك يجب إعادة ربط الأرض المباركة بالإسلام والأمة الإسلامية واستنصار الأمة وجيوشها للجهاد في سبيل الله وتحريرها كاملة، فهذا هو طريق التحرير والنصر، وليكونن ذلك قريبا إن شاء الله تعالى، وبإذن الله تعالى لن تفلح جهود المستعمرين وأدواتهم من الحكام والسوقة من حرف تلك البوصلة، كما لن يفلحوا في نزع سورة الإسراء من قلوب المسلمين.

 

وإنا نتطلع ليوم عز من أيام الله تتحرك فيه جيوش الأمة لتحقيق ذلك فتدخل المسجد الأقصى مهللة مستبشرة بنصر من الله وفتح قريب، وما ذلك على الله بعزيز.

قال رسول الله ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا اليَهُودَ، حَتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وَرَاءَهُ اليَهُودِيُّ: يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ» رواه البخاري.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في الأرض المباركة فلسطين