بسم الله الرحمن الرحيم
شهر رمضان شهر الفرقان
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)
لقد عظم الله شهر رمضان تعظيماً للقرآن الكريم الذي فرق الله به بين الحق والباطل، وهدى الله به الناس فأخرجهم من الظلمات إلى النور، وتعظيم هذا الشهر المبارك يكون بتعظيم آيات الله وأحكام الله بالامتثال لأمر الله واجتناب ما نهى الله عنه.
والأصل في الصيام أن يزيد في التقوى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) وهذا ما نرجوه في المسلمين فيكون رمضان موثقاً لصلتهم بالله ورافعاً لدرجاتهم عنده سبحانه.
أيها المسلمون:
أنزل الله القرآن ليُحكم به بين الناس قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) وبعث محمداً صلى الله عليه وسلم ليقيم الدين بين الناس، قال الحق سبحانه (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)
والقرآن الكريم هو الفرقان الذي أنزله الله تعالى نذيرا للعالمين (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) نذيرا لهم من عذاب شديد، نذيرا للكفار والعصاة والمنافقين...
والقرآن الكريم يبشر المتقين الذين يعملون الصالحات (إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)، فالحمد الله الذي أنزل على عبده (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا)
أيها المسلمون:
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم، ويدعوكم لتحكيم آياته وسنة نبيه، فأحكام الله وآياته يجاهر بانتهاكها صباح مساء، وإنكم تمرون على آيات الربا فماذا تقولون في البنوك التي أهلكت الناس بقروض الربا؟، وتقرؤون آيات الله في الحكم بما أنزل الله، فهل تنكرون على حكام الطاغوت أحكام الجاهلية التي يحكمونكم بها؟!
إن مسؤوليتكم تجاه الإسلام عظيمة فالوحي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم حملكم الله أمانة تبليغه وتطبيقه من بعد رسوله، فأنتم المسؤولون عن إقامة الدين وهذا يوجب عليكم أن تلتحموا مع حملة الدعوة لإقامة الخلافة التي بشرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعودتها خلافة على منهاج النبوة، لأنها من ستقيم العدل بين الناس وتنصف المظلومين وتطبق الحدود وتحرر المقدسات وترد كيد الكافرين وتسير الجيوش نصرة للإسلام وإعلاءً لكلمة الله...
أيها الأهل في الأرض المباركة:
إن اليهود وحكام الطاغوت يعبثون في الأرض المباركة، ونحن وإياكم على ثغر عظيم من ثغور الإسلام، فاجعلوا الإسلام وعزة المسلمين قضيتكم، واجعلوا شهر رمضان هذا شهراً تجددون فيه العهد مع الله ليبقى صوت الإسلام عالياً في الأرض المباركة، تثبتون على دينكم وترفضون السير في مشاريع التفريط والاستسلام، وتستنصرون المسلمين وجيوشهم لإقامة الدين وتحرير المسجد الأقصى من الغاصبين، وثقوا بالله القوي العزيز وهو نعم المولى ونعم النصير.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)
9 رمضان 1436هـ حزب التحرير
26/6/2015م الأرض المباركة فلسطين