بسم الله الرحمن الرحيم


ها هو عدو الله نتنياهو يسفر عن وجهة حربه التي تذهب أبعد من غزة، وأبعد من مصر والأردن، بل تذهب إلى شواطئ البحر المتوسط لتصل إلى تركيا شمالاً وإلى بلاد المغرب غرباً لتشمل قلب العالم الإسلامي كله، فيقول: "إننا لن نقبل أن تكون هناك أي خلافة على شواطئ المتوسط".
إن نتنياهو يدرك أن الأمة الإسلامية وهي تهتف بالجهاد وأخوّة الدين وفتح الحدود ودوس العروش أنها قد وضعت عروش الحكام على شفا جرف هار وتوشك أن تتخطفهم أو تهوي بهم الجيوش في مكان سحيق، ثم تكون خلافة تتبر ما علا بنو إسرائيل وتكنس الغرب وزبانيته من بلاد المسلمين، بل وتلاحقهم وهم ناكصون على أعقابهم وهم يولون الأدبار مالهم من الله من عاصم، فهذا الرعب الذي يتملك نتنياهو وأشياعه هو الذي دفعه ليقول لن نقبل أن تكون هناك أي خلافة.
وكأن نتنياهو ويهود قد انتفخت أجسامهم وهم يقتلون أطفالاً بغير سلاح، أو وهم يلقون القنابل على أهل غزة ويجوعونهم، فظنوا أنهم عمالقة عاد، مع أنهم أصغر من الذر، وأحقر شأناً من أن يمنعوا إقامة الخلافة، وقد عرفت الأمة حجمهم يوم السابع من أكتوبر، وقد خبرنا الله من قبل من أنبائهم ﴿وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾
ثم ظن الغرب وأولياؤه من الحكام أنهم يستطيعون بالقتل والحصار في غزة، ثم بالبطش بالشعوب وملاحقة من يدعون للجهاد وفتح الحدود، ثم بمسرحيات الدعم والولاء للحكام، وبالدعوات النتنة ( الأردن أولاً ومصر أولاً) والتخذيل والإرجاف، أنهم سيوقفون الأمة عن مشروعها وإقامة دينها، وما علموا أنهم إنما يوقظون المارد بفعالهم، ويحركون في الأمة الإسلامية معاني الجهاد والأمة الواحدة، ويدفعون الأمة إلى الخلافة دفعاً ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾
أيها الضباط والأركان في بلاد المسلمين:
ألا يوجد بينكم من يرد على نتنياهو ويقول له لتقومنَّ الخلافة وأنفك راغم، لتقومنَّ الخلافة ولنطهرنَّ المسجد الأقصى من رجس يهود؟! ألا من غيور لله ورسوله ينصر الله ورسوله؟!.
أيها المسلمون: إن الأمة الإسلامية أمة واحدة، وستجمعها خلافة راشدة على منهاج النبوة بإذن الله تعالى، وسيري الله المجرمين والكافرين من هذه الأمة ما كانوا يحذرون، والأمة وإن رأت من نفسها وهناً ولكنها اليوم أقرب لوعد الله تعالى، وإن قوى العالم كلها لن تقف أو تصمد أمام الخلافة، ولن تحول دون إقامة الخلافة التي هي وعد الله وبشرى رسوله r ﴿فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾


24 شوال 1446هـ                  حزب التحرير
الموافق 22/4/2025م                 الأرض المباركة فلسطين