بسم الله الرحمن الرحيم
السلطة المجرمة تحارب دعوة الخلافة التي هي الطريق الحقيقي لتحرير فلسطين،
ورئيس السلطة الفلسطينية وحكام الضرار في الظهران يؤكدون حرصهم على التفريط بفلسطين وبيت المقدس!
انطلقت الأحد 15/4/2018 أعمال القمة العربية في مدينة الظهران في السعودية، واجتمع حكام العار وخرجوا بإعلان مخز يؤكدون فيه خيانتهم وتآمرهم وعداءهم للإسلام، أكدوا فيه أن القدس الغربية عاصمة لكيان يهود، وأكدوا التزامهم بعملية السلام وبالقرارات الدولية التي تثبت احتلال يهود للأرض المباركة وتجعل من الدول العربية حارساً وفياً وضامناً لأمن واستقرار كيان يهود، وأكدوا محافظتهم على الحدود التي رسمها الاستعمار تقطيعاً لأوصال المسلمين، وأكدوا إخلاصهم وولاءهم لأعداء الإسلام وأنهم لن يدخروا جهدا في محاربة "الإرهاب" أي الإسلام.
حكام كذابون دجالون خائنون مجرمون، يزعمون أن القدس وفلسطين محل اهتمامهم ويستنكرون عبر وسائل الإعلام اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لكيان يهود، وفي المقابل تراهم يعقدون الصفقات مع أمريكا بمئات المليارات ويفتحون البلاد على مصراعيها لقواعدها وطائراتها تنطلق منها لقتل المسلمين.
يزعمون أنهم يحاربون الإرهاب وحقيقة حربهم هي على الإسلام والمسلمين، فهل يحاربون الإرهاب الأمريكي أم أن قتل أمريكا لمئات الآلاف من المسلمين ليس إرهاباً؟! هل يحاربون الإرهاب الذي يمارسه كيان يهود أم أن احتلال الأرض المباركة وقتل الأطفال والعزل لا يعتبر إرهاباً؟! ]أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ[.
أمريكا صنعت من إيران عدواً لدول الخليج فأظهروا لإيران من العداوة ما لم يظهروه ليهود، وهكذا فعلت إيران وأوباشها من المليشيات التي تدعمها في اليمن وسوريا والعراق اتخذوا من المسلمين أعداءً واستحلّوا حرماتهم، وهكذا يُقتل المسلمون وتُدمر بلادهم في لعبة قذرة أطرافها عملاء خائنون يتقاسمون الأدوار لإبقاء المسلمين مفتَّتين متناحرين.
وسلطة الخزي والعار الفلسطينية، يتباكى قادتها على فلسطين ويذرفون دموع التماسيح، وما حققه اليهود في ظل السلطة الفلسطينية أضعاف أضعاف ما حققوه قبل وجودها، ويكفي شاهداً على هذا التوسع الكبير في المستوطنات، وأجهزتها الأمنية أداة بيد الاحتلال تحافظ على أمنه وأمن مستوطنيه، فجيش الاحتلال يقتحم ويعتقل ويقتل ويهدم البيوت والأجهزة الأمنية في جحورها لا تحرك ساكنا، وإذا تاهت الطريق بمستوطن أو جندي استنفرت أجهزة السلطة وسارعت إلى حمايته وأمنت إخراجه سالما، وأهل فلسطين يعلمون حجم التنسيق الأمني "المقدس" بين السلطة وكيان يهود، والذي ذهب ضحيته عدد كبير من الشهداء والمعتقلين.
أيها المسلمون:
إن تحرير فلسطين لا يكون إلا بقوة جيش يخلص لله تعالى، ولهذا نعلي صوتنا باستنصار الأمة الإسلامية وجيوشها لتقوم بواجبها تجاه تحريرها، وزمرة المجرمين والخائنين من الحكام يزعمون أنهم سيحررون ربعها عبر المؤسسات الدولية والدول الكبرى الاستعمارية التي زرعت كيان يهود ووفرت له الغطاء والحماية!، فالحكام العملاء اجتمعوا في الظهران يستجدون المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، أما أهل بيت المقدس فإنهم احتشدوا بالآلاف في المسجد الأقصى في ذكرى الإسراء والمعراج وذكرى هدم الخلافة يستنصرون الأمة الإسلامية وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير بيت المقدس، وصدحت الحناجر مكبرة ومستنصرة أمة الإسلام فملأت قلوب اليهود غيظاً...فمن هو الصادق في دعوته لتحرير المسجد الأقصى، هل هم الذين يستنصرون أمريكا ودول الكفر، أم الذين يؤمنون بوعد الله ويثقون بدينهم وأمتهم؟!
لقد وجه حزب التحرير دعوة لأهل فلسطين ليخرجوا في مسيرات حاشدة في كل من رام الله والخليل وجنين تستنصر الأمة الإسلامية وجيوشها لتحرير بيت المقدس، وقد استوفت هذه المسيرات النواحي القانونية ولكن السلطة لم تلتزم بقانونها واستنفرت أجهزتها الأمنية واعتدت على الدعاية ومزقتها واعتقلت عدداً من الشباب أثناء تعليقهم لها ونصبت الحواجز واحتشدت أمام مسجد جنين الكبير، ولم تعظم حرمة بيوت الله وأطلقت الغاز واعتدت على الناس وكبار السن بالهراوات واحتجزت أعداداً كبيرة من الناس لمنع هذا الخير، وزعمت أن المسيرة غير قانونية، وفي الخليل رغم تأكيد الشرطة أن مسيرة الخليل ستتم دون مضايقات وأنهم سينظمون السير، فإذا بهم ينكثون ويحشدون قوات دايتون بالخوذ والتروس، ومع انتهاء المسيرة شرعوا في إطلاق الغاز ورشقوا به الكبار والصغار والشيوخ ووجهاء المدينة، وكأنه غاظهم أن يلبي أهل الخليل ووجهاؤها الدعوة للمسيرة وأن يحتضنوا الخلافة ودعاتها، فرغم الأجواء القمعية التي أشاعتها السلطة إلا أن الآلاف من أهل فلسطين في الخليل وجنين خرجوا يهتفون ويكبرون ويستنصرون الأمة الإسلامية وجيوشها لإقامة الخلافة وتحرير بيت المقدس.... أليس منع أهل فلسطين من هذا الخير وقمعهم يُعد خدمة للاحتلال وتكريسا له؟!.
ليس غريباً على السلطة هذه الممارسات فجرائمها بحق أهل فلسطين أكثر من أن تحصى؛ فقد غيرت المناهج المدرسية استجابة لأعداء الإسلام، ولا زالت تعمل لسلخ أبنائنا عن أمتهم وعقيدتهم وإفساد أخلاقهم عبر ما يسمى بالنشاطات اللاصفية من رقص وموسيقى وغناء وتمثيل وماراثونات مختلطة، وفوق هذا أمعنت في الجباية والضرائب وهيأت الأسباب لرهن مقدرات الناس للبنوك، واستحوذ حيتانها على الأسواق عبر احتكارهم لبعض السلع والخدمات، فوقع الناس تحت ضيق الاحتلال وجرائمه وتحت ضيق السلطة وجرائمها.
وعندما تقول السلطة إن رئيس وزرائها هو الذي قرر منع المسيرات فإننا نعلم أن الذي قرر هم أسياده، فكبير مفاوضي السلطة صائب عريقات وصف الواقع الحقيقي للسلطة الفلسطينية فقال: "إن الرئيس الحقيقي للشعب الفلسطيني هو وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، أما رئيس الوزراء الفلسطيني فهو منسق شؤون الحكومة "الإسرائيلية" في المناطق المحتلة الجنرال بولي مردخاي".
إن هذه الجرائم تؤكد لأهل فلسطين وللمسلمين في كل بقاع الأرض أن أس البلاء ورأس الخيانة هم الحكام المجرمون الذين لا يدخرون جهداً في محاربة الإسلام ومحاربة كل دعوة صادقة تدعو الأمة إلى ما فيه عزها ونهضتها، فهؤلاء العملاء يسخرون أبناء الأمة من جيوش وأجهزة أمنية لضرب أمتهم خدمة لأعداء الإسلام وحماية لعروشهم المهترئة.
ولتعلم السلطة أن جرائمها لن تمر دون حساب في الدنيا قبل الآخرة، وأن موالاتها لأعداء الإسلام لن تغني عنها شيئا، ولن ينقذوها من غضب الأمة، بل ستهوي في مكان سحيق من الخزي والذل، وإن حزب التحرير ومعه الأخيار من المسلمين سيمضون في رفع شأن الإسلام وإقامته في الأرض، ولم يثنيهم عن هذا من هو أشد منها بطشاً، فخير لها أن ترجع عن غيها وجرائمها، فنصر الله للمؤمنين أقرب مما يظنون.
أيها المسلمون:
إن ثقتنا بالله عظيمة، ونحن على يقين أن الأمة الإسلامية ستنهض من كبوتها هذه فتقيم الخلافة الثانية على منهاج النبوة، فقد بشرنا رسول الله rبفتح العراق والشام والقسطنطينية وتحققت بشراه على أيدي المؤمنين، وبشرنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة يكون عقر دارها بيت المقدس، وبشرنا بفتح روما وإلقاء الإسلام بجرانه في الأرض بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعزّ الله به الإسلام وأهله وذلاً يذل الله به الكفر وأهله، وإن هذا لكائن بإذن الله عما قريب، ونحن على يقين أيضا أن الجيوش التي يسخرها الحكام العملاء لمصالح الكفار وأعداء الإسلام ستنقلب على هؤلاء العملاء المجرمين وسيشرح الله صدور جنودها لنصرة دينه وسنرى جحافلهم ترفع راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وتزحف مزمجرة إلى بيت المقدس عقر دار الإسلام لتحريره من الاحتلال.
فثقوا أيها المسلمون بوعد الله ونصره ]إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ[
1/شعبان/ 1439 ه حزب التحرير
الموافق 17/4/2018م الأرض المباركة فلسطين