مؤسسات "استطلاع رأي" في إندونيسيا تحرّض النظام ضد الخلافة والعاملين لها

نشر موقع رويترز استطلاعا للرأي يُظهر أنّ ما يقارب 20% من طلاب المدارس الثانوية والجامعات في إندونيسيا يؤيدون إقامة خلافة إسلامية، في أكبر دولة مسلمة في العالم بدلا من الحكومة العلمانية الحالية. ويُرجع الموقع هذه النسبة إلى أعمال ونشاطات الجماعات الإسلامية في الحياة العامة والسياسية.

وقد لمّح الموقع بخبث إلى عدم إمكانية تطبيق نظام الخلافة من خلال الإشارة إلى وجود أقليات من الهندوس والنصارى وبعض المعتقدات التقليدية في إندونيسيا.

وأكّد الموقع استطلاع آراء أكثر من 4200 طالب مسلم معظمهم من أفضل المدارس وأفضل الجامعات في جزيرة جافا، التي تشكل أكثر من نصف سكان إندونيسيا. كما أكد الاستطلاع على أنّ طالبا واحدًا من بين أربعة طلاب مستعد للقيام بواجب الجهاد لإقامة الخلافة.

 وقد قرأ "بولستر الفارا" الذي يعمل في مؤسسة مقرها في جاكرتا، وهو القائم على عملية الاستطلاع، قرأ هذه النتيجة خلال تقرير له، على أنها دليل على دخول ثقافة "التعصب" إلى أعلى الجامعات والمدراس. مضيفًا بأن على الحكومة والتنظيمات "الإسلامية المعتدلة" البدء بأخذ خطوات ملموسة لاستباق هذا الأمر والتواجد في أوساط الطلاب والتحدث إليهم بلغة سهلة الفهم.

وأشار الموقع إلى الاحتجاجات الجماهيرية التي قادتها الجماعات الإسلامية العام الماضي ضدّ حاكم ولاية جاكرتا النصراني السابق، الذي أساء للإسلام، ونجاحهم في تعطيل إعادة انتخابه مرة أخرى، وسجنه بتهمة الإساءة للإسلام. منوهًا إلى انتقاد الحكم عالميا ووصفه بغير العادل. وأشار الموقع إلى وجود جماعات إسلامية مثل جبهة المدافعين الإسلامية الذين دعوا إلى فرض أحكام الشريعة في البلاد، وإلى أيمانهم بأن حكامهم يجب أن يكونوا من المسلمين فقط.

وأكّد الموقع على تحذير السلطات الإندونيسية المتكررة من التأثير الجارف لأفكار الإسلام الراديكالي بين التنظيمات الطلابية والأنشطة المقامة في حرم الجامعات. مؤكّدا بأن الرئيس ويدودو وحكومته يحاولون احتواء التأثير المتصاعد للجماعات "المتعصبة" خصوصًا في الجامعات والمدارس الإسلامية.

وتحدث الموقع عن موافقة البرلمان الشهر الماضي على المرسوم الرئاسي الذي يحظر بموجبه إنشاء أي تنظيمات مدنية تعمل ضد عقيدة الدولة العلمانية. وأن حزب التحرير التنظيم السلمي الذي يدعو لإقامة الخلافة في إندونيسيا، كان أول حزب تم حظره بموجب المرسوم الرئاسي الجديد. كما تحدث عن دعوة الرئيس خلال مؤتمر في شهر أيلول الماضي لحوالي 3000 رئيس جامعة لتعزيز الأيديلوجية العلمانية في إندونيسيا من خلال مناهج التعليم.

انتهت الترجمة

الهدف من مثل هذه الاستطلاعات التي تقوم بها مؤسسات وشركات ودوائر هو معرفة أين وصل المسلمون في تفكيرهم ووعيهم وتوجهاتهم، وتسليمها لأعدائهم، وذلك من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة والوقائية قبل فوات الأوان. وإن ما يقوم به النظام الإندونيسي يُثبت بأنّه نظام عميل للغرب وأنّه جزء من المنظومة الغربية التي تحارب الإسلام كنظام حياة "نظام الخلافة".

فعلى أهل إندونيسيا، المعروفين بإخلاصهم وحبهم للإسلام، الحذر من مثل هكذا مؤسسات استطلاع كما أن عليهم اتخاذ هذا النظام عدوًا لهم فيعملوا على قلعه ويتخلصوا منه، ويقيموا الخلافة على أنقاضه.

7/11/2017